تحتفل الأسرة الشبابية والرياضية مع بقية أبناء الشعب السعودي هذه الأيام بالذكرى ال82 لليوم الوطني للاسم الحبيب والكبير والغالي المملكة العربية السعودية.. هذا اليوم الذي يخلد ملحمة فارس وتاريخ أمة ومجد وطن. نتذكر في هذا اليوم ما قام به الموحد من معجزة على أرض الصحراء، عندما تمكن من توحيد الكلمة تحت راية الحق وجمع الشتات وزرع المحبة بعد الفرقة والتناحر، وما قام به أبناؤه البررة بعده من المحافظة على الطريق المستقيم الذي اختطه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-.وقد تحقق للوطن في العهد الزاهر لمليكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كثير من الإنجازات الوطنية التي استهدفت سعادة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطاهرة.ولم يقتصر الأمر على قطاع بعينه، بل شمل كل القطاعات ومنها القطاع الشبابي والرياضي الذي حظي باهتمام ودعم القيادة الحكيمة، ووضعت الدولة كل التسهيلات المادية والمعنوية أمام الشباب، فاتحة المجال أمامهم للمنافسة العالمية، وكونت بذلك أرضية صلبة انطلق منها شبابنا إلى أفق العالمية، بخطى واثقة وتوالت الإنجازات على كافة الأصعدة، حتى غدت الرياضة السعودية حاضرة في كل المناسبات والبطولات للمشاركة والمنافسة. لقد جاء اعتلاء الرياضة السعودية منصات التتويج العالمية ثمرة لخطط إنمائية شاملة تغطي جميع النواحي الاقتصادية والصحية والتعليمية والعمرانية والرياضية، حيث حظي قطاع الشباب والرياضة منها بدعم وتشجيع من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- ونال نصيباً وافراً من الاهتمام في سبيل بناء وتنمية وطنهم، وهو الدعم والاهتمام الذي يأتي انطلاقاً من النظرة الموضوعية للنشاطات الرياضية كرمز مرادف للحضارة وتقدم الشعوب. وقد شكلت إستراتيجية توفير المنشآت الرياضية والشبابية في المملكة العربية السعودية لبنة أساسية في الهيكل العام لخطة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، هذه الإستراتيجية التي حدد ملامحها الرئيسية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- ومن بعده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز، ثم صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، تنطلق في مجملها من عدة محاور تستهدف جميعها تيسير الخدمات الشبابية والترويحية والرياضية في سائر مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية. ويأتي اليوم الوطني هذا العام وقد أطلق أمير الشباب صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل مسيرة التغيير والتطوير، من خلال دفعه بدماء جديدة لقيادة العمل الشبابي والرياضي الوطني، وهذا يعني أن المرحلة المقبلة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب سترتكز في محورها على إشراك الشباب بتطلعاتهم ومقترحاتهم في إعداد برامج وخطط رعاية الشباب، التي تتضمن عديداً من البرامج الخاصة بمختلف الفئات العمرية وتفعيل برامج الرياضة للجميع، إلى جانب تطوير لوائح ونظم العمل الرياضي والشبابي في الاتحادات والأندية الرياضية والمناشط الشبابية، وعقد ندوات متخصصة وورش عمل خلال الشهرين القادمين بالتعاون مع الجامعات والكليات، ومع عدد من دور الاستشارات القانونية لتطوير لوائح وأنظمة الأندية الرياضية وتفعيل دورها في المجتمع وتطوير أساليب عملها. في مثل هذا اليوم من كل عام يتجدد الشعور لدى الشعب السعودي بالفخر والاعتزاز بماضيهم المجيد وحاضرهم الزاهر، وهي مناسبة غالية لتجديد الحب والولاء للقيادة الرشيدة، وفي الوقت نفسه، هي دعوة إلى جميع الشباب لبذل مزيد من الجهود، والتضحية بالغالي والنفيس، من أجل الحفاظ على مكتسبات الوطن، والمساهمة في مزيد من تقدمه ورقيه ودفعه إلى مصاف الدول المتقدمة، ليبقى عزيزاً شامخاً بجهود أبنائه المخلصين، ورعاية قادته الميامين.