يحل اليوم الوطني علينا كل عام فهو يوم لنا جميعاً أما وهو يحل علينا هذا العام في السابع من ذي القعدة 1433ه أي قبل موسم الحج بشهر فإنه يذكرنا ببلادنا وهي في السابق كانت أرض خوف مقفرة يصبح فيها الإنسان كل يوم وهو في حال والحج طريقه مسكون بالخوف والمهالك والناس أشتات تحكمهم العصبية والقبلية حتى وهب الله لها رجلا خرج منها وعايش قساوتها ألا وهو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل الذي وحدها وعزز تماسكها وقرب شتات أهلها تحت راية الدين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هذا الفتح الإلهي وهذا النصر جاء على يد هذا الرجل الذي آمن بربه وعاهد قومه على جمع الشمل وتوحيد الكلمة ليزول الخوف وتتوحد الأرض وينعم الجميع بالأمن فكان منه رحمه الله أن أستشعر حب الأرض والإنسان ومخافة الله فهو الذي يسهر الليل ليدعو ربه أن يوفقه ويعينه لاقرار الأمن على هذه الأرض ليطبق الشرع في المكان وعلى الإنسان ليعود الوطن كله إلى رحاب السماء إنها أشبه بأسطورة حققها الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين الذين آمنوا بما آمن به قائدهم فكان شرع الله ومخافته نصب أعينهم والتوكل عليه لتحرير هذا الوطن من براثن السلب والنهب والفوضى والجهل والمرض حتى تحولت هذه الأرض القاحلة والمجدبة ببعض ما فيها من مساكن من طين وأراضٍ مقفرة وصحارٍ واسعة إلى واحة أمن وارفة ومدن جميلة ومجتمع راقٍ متحاب متماسك ينظر إلى الحياة نظرة المسلم الذي خلق ليعمر الكون وصحارٍ غناء يسيح فيها الإنسان لينعم بالأمن والحياة، هذا اليوم هو درس لنا جميعاً أن المعجزات لا تتحقق بالسهولة والأمنيات بل ما نحن فيه من رخاء ونماء هو جهد مكلف ومخاطر أنجزها الآباء والأجداد بقيادة الموحد الباني الذي جصنع لنا وطناً ولا كل الأوطان ومن بعده واصل أبناءه الملوك إتمام غرس المؤسس حتلاى وصل وطننا إلى الأمام تقدما ورخاء. - رئيس مركز الجريفة بشقراء