تحل علينا هذه الأيام ذكرى يافعة وندية وهي ذكرى توحيد هذا الكيان على يد المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وأقول إنها ذكرى يافعة لأنها لا زالت مناسبة تتعايش معها الأجيال وتتناقل أحداثها من أفواه رجال عايشوها ولا زالوا يعيشون بين ظهرانينا ولهذا لا زالت هذه الذكرى وستظل - إن شاء الله - ندية في ألسنة المواطنين يتداولون من خلالها مزايا هذه الوحدة عبر المقارنة والمقاربة بين أحوال الجزيرة العربية قبل هذه الوحدة وما كانت عليه من خوف وفاقة، ثم ما آلت إليه من بعد التأسيس من أمن استقرار وعيش رغيد. ولهذا فإن مناسبة اليوم الوطني بما هي عليه من أهمية وقيمة تجعله من أيامنا المشهودة التي نفخر بها نحن السعوديين نسبة لما تحقق على يد صقر الجزيرة الفارس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل من وحدة تاريخية ليست مسبوقة أذابت الفروقات وصهرت المشاعر ووحدت الأهداف التي يتطلع إليها كل مواطني هذه المملكة من رفعة وتقدم وازدهار لهذا الوطن الذي انضوت أطرافه ومناطقه وقبائله لتشكل هذه الدولة التي صار لها شأنها بين دول العالم من خلال أثرها الفاعل في الاقتصاد العالمي، وقبل ذلك من حيث كون المملكة مهوى أفئدة المسلمين الذين تتجه أنظارهم وحواسهم إلى هذا الوطن القبلة خمس مرات في اليوم والليلة. من هنا صار لزاماً على كل أبناء هذه الأرض الطيبة المباركة أن يعضوا على هذه الوحدة الفريدة بالنواجذ ويدفعوا عنها بالسواعد والأرواح ويرعونها بالمحبة والبذل والإخلاص ليستمر البناء ويزدهر العطاء، ويظل وطننا كما هو عليه الآن وطناً سامقاً كالنخلة راسخ كالجبال متجدداً كالهواء. اللهم احفظ علينا هذه الوحدة واحرسها من كيد المتربصين الحاقدين وبارك لنا في قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز وحكومتنا الرشيدة، وأعد علينا وعلى الوطن هذه المناسبة السعيدة أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ونحن في خير ورفاه وأمن وأمان. - الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء