طالعت ما نشر في «الجزيرة» حول الاستعدادات التي تجري للاحتفاء باليوم الوطني الميمون، والتي أجدها مناسبة في توضيح أهمية تمكين الأطفال في المدرسة، أو الأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة أيضاً، من المشاركة في هذه المناسبة الغالية توسيعاً لمداركهم وثقافتهم الناشئة .. فمن المهم جداً استغلال أولياء الأمور مناسبة اليوم الوطني الأغر، في غرس حب الوطن في نفوس أطفالهم والناشئة، وذلك بتنمية روح المواطنة والانتماء لديهم، من خلال غرس خصائص بلادنا الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية في نفوسهم. إنّ من النشاطات التي بالإمكان القيام بها، على سبيل المثال، تنظيم يوم خاص للأطفال يتضمّن زيارة مكتبة الطفل في المكتبات المنتشرة في أرجاء المملكة، على سبيل المثال، زيارة مكتبتيْ الطفل في مكتبة الملك عبد العزيز العامة، من أجل اطلاع الأطفال على ما يتوفر فيها من مطبوعات شيقة ومفيدة عن حب الوطن، وتحمل المضمون التربوي بما يتناسب مع العمر الزمني والعقلي للطفل. وهناك الكثير المناسب من كتب الأطفال (للفئات العمرية من 3 إلى 15 سنة) في مكتبة الملك عبد العزيز العامة، على سبيل المثال، (سيفان ونخلة) و(عرس نجد) والنص الشعري للأطفال: (كم أحبك يا وطني).. بالإضافة إلى إنّ هذا النشاط والجهد، يزيد من غرس حب القراءة في نفوس الأطفال والناشئة وتوثيق ارتباطهم وتواصلهم مع الكتاب. إنّ الانتماء يبدأ اكتسابه منذ السنوات الأولى في عمر الطفل، أولاً إلى الأم ثم الأُسرة والمجتمع والمدرسة ويتبع ذلك الانتماء للوطن. ولا شك هناك مكتسبات للانتماء، ومنها التعليم والرسائل الإيجابية والمشرقة التي يرسمها الأهل عن الوطن ورموز الوطن. وتلعب القصص والحكايات والإعلام دوراً كبيراً في تنمية الانتماء وفي ربط الطفل بوطنه منذ السنوات الأولى في حياته. أقول ذلك وأنا أستذكر عندما بادرتني طفلتي الصغيرة قائلة: (بابا .. في سيارتك شيء حلو)، صمتت برهة وواصلت كلماتها قائلة (علم المملكة يا بابا .. والله حلو يا بابا علم بلادي .. ويا ليت تضع مثله في غرفتي ..)، كما ودائماً خلال سيرنا في شوارع مدينة الرياض تبحث طفلتي عن العلم مرتفعاً في السماء، وعندما تراه تشير إليه بكل بهجة وسرور (بابا .. العلم .. العلم..).. وأهديها تحياتي وقبلاتي.. ولقد كان شوقها للعلم مناسبة لي في التحدث عن حب الوطن، والذي يستحق مني ومنها الشيء الكثير.. ولعلّي بذلك أضيء ولو شمعة خافتة أمام سير صغيرتي في اتجاه المستقبل .. وبالله التوفيق. د. عبد الله بن إبراهيم المنيف - رئاسة الحرس الوطني