يا إلهي كيف أبدا أو من أين إذ لم يخطر ببالي أن أكتب هذه الكلمات عن راحل رحل إلى جوار ربه ,كتبت مرات عدة وفي عدة مجالات وأجدني اليوم عاجزاً عن ترجمة ما يجول في خاطري من هول الصدمة ولوعة الفراق انتظرت عدة أيام بعد فراقه ولكن هيهات، رحل عنا علم من أعلام الوطن بخصاله الكريمة التي تعطر تاريخه العملي والإنساني بعيداً عن المظاهر حيث كان يعمل بصمت يشفع بصمت وجبل على المبادئ الراسخة الأصيلة النابعة من الخوف من الخالق سبحانه، جموع الآلاف من البشر تتقاطر إلى المقبرة وفي المنزل وعبر جميع وسائل الاتصال لمدة خمسة أيام منها يومان لمدينته التي أحبها الزلفي حيث عمل بصمت لأجلها رحماك يا ربي لا اعتراض, مشاهد لم أرَ مثلها في حياتي مئات من محبيه غير خاصته من خانته دموعه ومن لم يقدر على المجيء من وقع الخبر إلهي ارحم حبيبنا وفقيدنا ومعلمنا على المثل كيف لا وهو بالأساس معلم تذكره طلابه قبل أربعين عاماً وجاءوا معزين بعد وفاته, الجميع يتحدث عن أعماله الإنسانية والمواقف الرجولية نحن القريبين منه لم نعرف عنها شيئا، حكايات طولية سطرها محبوه والدموع تتساقط حزناً على فراقه اللهم ارحم عبدك وابن عبدك سعود الدبلان واجعل قبره روضة من رياض الجنة وبارك بعقبه وإخوانه الكرام وحرمه أم فهد الصابرة والمحتسبة شقيقة والدتي يرحمها الله، بمن أعزي نفسي أم أسرة الدبلان وأبناء عمومتهم السالم والغنام أم أنسابه أسرة النصار أم أخواله العبد اللطيف أم أهل الزلفي قاطبة ناهيك عن محبيه وزملائه في جميع أرجاء الوطن. عذراً لعدم دقة التركيز وتناثر الكلمات فالموقف يجبرني على الشرود الذهني ولغة الكلام تعطلت عدة أيام وجاء البوح بمداد القلم لعله يخفف من لوعة الفراق والحمد لله كلنا على الدرب سائرون ورحم الله موتانا وموتى جميع المسلمين. محمد فوزان النصار - محافظة الزلفي