نوه رئيس البرلمان الأوروبي السيد مارتن شولز، بالتنامي الملحوظ في العلاقات الخليجية الأوروبية في شتى المجالات، مؤكداً أهمية تكريس الجهود من أجل تعميق العلاقات الثنائي التي تربط الاتحاد الأوروبي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لتأخذ بعداً استراتيجياً أكثر عمقا وتعاوناً على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والبرلمانية. وندد رئيس البرلمان الأوروبي بشدة بكافة المحاولات التي تهدف إلى الإساءة إلى الأديان واتباعها وتشويه الحضارات والثقافات وما تنتج عنها من أعمال عنف، مشدداً على رفضه التام لما صدر مؤخراً من فيلم مسيء للرسول، مبيناً أن مثل هذه التصرفات تمارس الإهانة والإذلال بحق رموز دينية ومقدسات يرفض العالم التعرض لها بشكل لا ينسجم مع مناشدة الجميع لمستوى علاقات متنام ومتطور قائم على أساس من الحوار والاحترام، مؤكداً حرصه واهتمامه البالغ بضرورة الاستفادة من الحضارة الإسلامية والتعلم من قيمها ومبادئها. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده اليوم الأربعاء بجانب معالي رئيس الوفد البرلماني الخليجي المشترك رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، عقب استقباله له بمقر البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل بحضور معالي رئيس مجلس الشورى بسلطنة عمان الدكتور خالد بن هلال المعولي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة بلجيكا ولوكسمبورغ رئيس البعثة السعودية لدى الاتحاد الأوروبي الأستاذ فيصل بن حسن طراد، وأعضاء المجالس التشريعية بدول مجلس التعاون، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الوفد البرلماني الخليجي إلى الاتحاد الأوروبي. وأشاد رئيس البرلمان الأوروبي بمستوى المحادثات المهمة التي حملها اللقاء مع الجانب الخليجي برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم ال الشيخ، وقال: «من النادر جداً أن أطلق كلمة أهمية على اجتماع ما إلا أن هذا الاجتماع الذي تم مع رئيس مجلس الشورى آل الشيخ وأعضاء المجالس التشريعية الخليجيين حظي فعلاً بأهمية بالغة لما تضمنه من مناقشات ومحادثات في شتى مجالات التعاون الثنائي ستنعكس إيجاباً بمستوى أرحب يعود على شعوب الجانبين بالنفع والمصلحة حيث اتفقنا على العديد من المسائل المهمة فيما يتعلق برفع مستوى العلاقات بين كتلتين قويتين اقتصاديا وسياسيا على الساحة الدولية هي الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، كما اتفقنا على أهمية التعاون وبذل الجهود مع زملائنا في الخليج لتعزيز العلاقات البرلمانية بين البرلمان الأوروبي والمجالس التشريعية الخليجية». وجرى خلال اللقاء استعراض مجمل الموضوعات ذات الاهتمام بين الجانبين، حيث أطلع الجانب الخليجي رئيس البرلمان الأوروبي على مسيرة العمل التشريعي بدول مجلس التعاون. إثر ذلك أقام رئيس البرلمان الأوروبي مأدبة غداء تكريما لمعالي رئيس مجلس الشورى آل الشيخ، ورئيس مجلس الشورى العماني الدكتور المعولي، وأعضاء الوفد المرافق، بمناسبة الزيارة التي يقوم بها الوفد الخليجي البرلماني إلى بروكسل والاتحاد الأوروبي، حضرها أعضاء عدد من كبار المسؤولين والأعضاء بالبرلمان الأوروبي. من جانب آخر، عقد أعضاء الوفد البرلماني الخليجي الممثل للمجالس التشريعية بدول مجلس التعاون برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وبحضور معالي رئيس مجلس الشورى بسلطنة عمان الدكتور خالد بن هلال المعولي، اجتماعاً موسعاً اليوم مع أعضاء بعثة العلاقات مع شبه الجزيرة العربية برئاسة السيدة انجليكا نيبلر، وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية برئاسة السيد إليمر بروك في البرلمان الأوروبي بمقره في العاصمة البلجيكية بروكسل، وذلك في إطار الزيارة الرسمية. وثمن معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور آل الشيخ خلال الاجتماع، بمستوى العلاقات الخليجية الأوروبية، مشيراً إلى أن الجانبين يربطهما روابط تاريخية، وعلاقات سياسية، ومصالح اقتصادية واسعة، منوهاً بأن هذا اللقاء يأتي تأكيداً على عمق هذه العلاقات. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يعد مركزا مهما ونموذجا مثالياً للتكتلات الإقليمية الناجحة التي تخلق مزيداً من مجالات التعاون وتصنع أطراً للصداقة والشراكة، مبيناً أن مجلس التعاون الخليجي كذلك يملك بعداً فريداً في النظرة نحو إيجاد وحدة متماسكة ومتحدة يجمعها هدف مشترك ومصير واحد، مؤكداً أن هذين النموذجين يمكنهما بما يمتلكانه ويتمتعان به من مقومات سياسية واقتصادية وإرث حضاري وثقافي أن يضعا لهما طريقاً نحو النجاح بإعطاء المساحة لآفاق رحبة من التعاون البناء في مختلف المجالات. وأكد معاليه أن ما يعتلي صدارة الأحداث حول العالم هي الأزمة السورية ونتيجة لاستمرار الجرائم الإنسانية البشعة وآلة القتل المدمرة التي يستخدمها نظام سوريا ضد شعبه في حرب شعواء تجاوزت كل المعايير الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، مبيناً أنها باتت تتطلب من الجميع جهدا أكبر في التعامل معها، على النحو الذي يلزم النظام السوري بالوقف الفوري لإطلاق النار سبيلاً إلى حل سياسي للأزمة ينسجم وتطلعات الشعب السوري. وحمل آل الشيخ خلال الاجتماع إسرائيل مسألة الجمود الذي تشهده عملية السلام في الشرق الأوسط وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي نتيجة لاستمرارها في سياستها اللامشروعة والأحادية الجانب وتكثيف برامجها الاستيطانية، مؤكداً أن ذلك لا يصب في مصلحة الجهود الرامية لإيجاد حل عادل وشامل ودائم للنزاع. واستعرض الوفد خلال الاجتماع بأعضاء بعثة العلاقات مع شبه الجزيرة العربية ولجنة الشؤون الخارجية، النتائج الإيجابية التي خرج بها الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي الذي عقد في يونيو 2012م في لوكسمبورغ برئاسة سمو وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، كما جرى التأكيد على أهمية تكثيف الزيارات البرلمانية المتبادلة بين الجانبين، مشيداً الوفد بالتوصيات التي تضمنها القرار الصادر عن البرلمان الأوروبي في مارس 2011م حول العلاقات مع دول مجلس التعاون. دعا الوفد الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد شراكة إستراتيجية مع مجلس التعاون على نحو يتناسب مع الأدوار المنوطة بالجانبين على الساحة الدولية، وتنظيم اجتماعات دورية على مستوى رؤساء الدول والحكومات تحقيقاً لرغبة الجانبين في توسيع وتعميق آفاق التعاون الثنائي، والدعوة لفتح بعثات دبلوماسية جديدة في بقية دول مجلس التعاون. كما حث الوفد الخليجي أعضاء البرلمان الأوروبي خلال الاجتماع على ضرورة العمل على تعزيز التفاهم المتبادل والحوار الثقافي والديني بين الشعوب، تجسيداً للمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وأنشئ من أجلها مركز الملك عبدالله للحوار في فيينا تحت مظلة الأممالمتحدة، لاسيما بعد ما شهده العالم مؤخراً من ظهور فيلم مسيء للرسول صلى الله عليه وسلم. كما ناقش الاجتماع عدداً من الموضوعات المتعلقة بالشأن السياسي فيما يتصل بالمستجدات التي تشهدها المنطقة العربية والوضع في سوريا واليمن والبحرين، كما اطلع الوفد أعضاء البرلمان الأوروبي على مسيرة العمل التشريعي في دول مجلس التعاون الخليجي والمشاركة الشعبية في العملية التشريعية، وقضايا وحقوق الإنسان والمرأة.