اعترف قائد الحرس الثوري الإيراني أمس الأحد بأن أعضاء في الحرس الثوري موجودون في سوريا ولبنان لتقديم العون غير العسكري، وأن إيران ربما تنخرط عسكرياً هناك في حالة تعرض سوريا لهجوم. وهذا التصريح أول اعتراف رسمي من قائد عسكري رفيع بأن إيران لها وجود عسكري في الأراضي السورية؛ حيث أسفرت انتفاضة عن مقتل عشرات الآلاف منذ أن بدأت قبل 18 شهراً. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن محمد علي جعفري القائد الأعلى للحرس الثوري في مؤتمر صحفي أمس «عدد من أعضاء قوة القدس موجودون في سوريا ولبنان، لكن هذا لا يمثل وجوداً عسكرياً». ولم يشر الجعفري إلى عدد الأعضاء الموجودين في سوريا، لكنه قال إنهم يقدمون «المساعدة الفكرية والمشورة». وقال أيضاً إن إيران ستقدم الدعم العسكري للأسد في حالة تعرض سوريا لهجوم. من جهة أخرى, توقع الجيش السوري الحر، الذي أجرى قادة منه أمس حواراً عبر سكايب مع المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، فشل مهمة الموفد الدولي كما فشلت مبادرات سابقة. وقال رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب في الجيش الحر العقيد عبد الجبار العكيدي إن الإبراهيمي «سيفشل كما فشل الموفدون الذين سبقوه، لكننا لا نريد أن نكون سبب هذا الفشل». وأشار العكيدي إلى أنه شارك في الحوار مع الإبراهيمي إلى جانب العقيد قاسم سعد الدين المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل، والعقيد خالد حبوس رئيس المجلس العسكري في دمشق. وأكد الجيش السوري الحر استعادة السيطرة الكاملة على حي صلاح الدين بحلب، وذلك في وقت استمرت فيه وتيرة العنف المتصاعدة في أنحاء متفرقة بالتزامن مع وجود المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي بالعاصمة دمشق. وأكد أبو عمر الحلبي القيادي بالجيش الحر أن المقاتلين استعادوا السيطرة الكاملة على حي صلاح الدين بعد معارك ضارية خلال ليل السبت/ الأحد. وفي حلب أيضاً، تعرضت أحياء في المدينة لقصف عنيف من قِبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أربعة قتلى سقطوا من جراء القصف الذي تعرض له حي الحجر الأسود بدمشق في محاولة من قِبل القوات النظامية لاقتحام الحي. كما قتل أربعة إثر انفجار استهدف حافلة تقلهم على طريق بلدة خربة غزالة بريف درعا. وأوضح المرصد أن قطاعات من محافظة دمشق ودرعا وحماة وحمص ودير الزور استُهدفت بغارات جوية ومدفعية ثقيلة. إلى ذلك, قالت مجلة «دير شبيجل» الألمانية الصادرة اليوم الاثنين إن سوريا قامت بتجريب قنابل غاز سام نهاية أغسطس الماضي. وذكرت المجلة استناداً إلى شهود لم تذكر أسماءهم أن من خمس إلى ست قنابل تم إطلاقها من دبابات وطائرات في الصحراء بالقرب من مدينة السفيرة شرقي حلب. وكانت تقارير قد صدرت في يوليو الماضي، أشارت إلى أن سوريا نقلت أجزاء من أسلحتها الكيماوية إلى نقطة عسكرية لتوفير حماية أفضل لها، وذلك تحسباً لمهاجمتها من قِبل قوات المعارضة. وأفادت معلومات مجلة «دير شبيجل» بأن ضباطاً إيرانيين كانوا قد حضروا تجريب قنابل الغاز السام. ووفقاً لمعلومات أجهزة استخبارات غربية فإنه يتم اختبار وإنتاج غازات السارين والتابون والخردل في مركز الأبحاث المشار إليه.