أقرأ ويقرأ غيري عبر جريدتنا الرائدة أخباراً عن بعض العمالة الوافدة ومخالفاتهم التي كثرت في الآونة الأخيرة وكان من آخر ما قرأت خبر مداهمة محاجر الصخور في حريملاء والقبض على المخالفين والذي رافقته عدسة «الجزيرة» وقد نشر يوم الثلاثاء الموافق 17-10-1433ه في العدد (14586) وأقول: إن أي مواطن محب لوطنه غيور عليه ليتألم كثيرا ويحزن من هذه التصرفات المشينة والأعمال الفاسدة التي يرتكبها بعض الوافدين في بلدنا الغالي بل إن كل مسلم لديه غيرة ويملك عقلاً يأسف حين يقرأ أو يسمع عن قضايا إجرامية تم القبض فيها على بعض من إخواننا المقيمين إذ ماذا يضير هذا المقيم أن يكون مثالاً مشرفاً وشخصاً مشرفاً لنفسه أولاً ولبلده ويرعى ما هو فيه من نعمة ويشكر الله بالمحافظة عليها قولاً وفعلاً ويعرف لأهل الفضل فضلهم؟ حيث جاء لهذا البلد الطيب طلباً لرزقه ورزق أهله وأولاده فذاق طعم الأمن الذي منَّ الله به عليه وتنسم هواء الرخاء فأغناه الله بعد فقرٍ ووسع عليه بعد ضيق فيحذر الجحود والنكران ويحذر أن يكون معول هدم أو أداة فساد أو داعية سوء أو مروج رذيلة وهنا وقفة ودٍ وكلمة إخاء لكل مقيم يملك عقلا وفي قلبه شيء من الإيمان وغلبته نفسه الأمارة بالسوء واستهواء الشيطان وأغواه فوقع فيما وقع فيه من منكرات ومخالفات وجرائم: أهكذا يكون حق وطن استضافك وأحسن استقبالك بل وأكرم وفادتك وأنشأ منابر خير ومحاضن فضيلة ليرتقي بك ويزيد وعيك بدينك وتعاليمه السامية من خلال مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات؟ أهكذا ترد له الجميل؟ ليس النكران من صفات المسلم.. بل إن المسلم وفي شكور.. يقابل الإحسان بالإحسان ويرعى حق الله في تصرفاته.. لقد جئت - أيها المقيم - قاطعا الفيافي والقفار والمسافات الطوال لتوفر لقمة عيش لأسرتك وتهيأ لهم معيشة كريمة وتغربت عنهم وهم ينتظرونك بفارغ الصبر ويؤملون فيك آمالا عراضا فكن كما يريدون أميناً مأموناً براً وصولاً مترسماً تعاليم الدين محافظاً على نفسك ونعمتك راعياً لأهلك مغنياً إياهم قاضياً حاجتهم مخففاً عنهم ألم فراقك عنهم بالسير سيرة حسنة كريمة.. وأحمد الله تعالى كثيراً أن يسر لك فصرت على مقربة من أطهر بقعتين على وجه الأرض مكة والمدينة تزورهما متى ما شئت وكيفما شئت حاجاً أو معتمراً في وقتٍ حُرم من هذا الفضل العظيم أناس كثيرون وخلق عظيم لم تسعفهم ظروفهم للوصول إلى هذه الديار المباركة ثم إنه ليتبادر إلى ذهني تسالات: لئن وقع هؤلاء المقيمون فيما وقعوا فيه من مخالفات وغُلبوا فأين كفلاؤهم من أبناء الوطن؟ ألا يعلمون أن هؤلاء المقيمين أمانة في أعناقهم؟ أيجعلون أنهم شركاء لهم فيما يرتكبون من كبائر وما يقارفون من جرائم؟ لا أظنهم يقبلون أن يُسموا خونة إذ أن سكوتهم عن مخالفات من تحت أيديهم من العمالة وتجاهل ذلك والتعاون فيه يُعد خيانة للدين وللوطن فليتقوا الله ولا يغتروا بعرضٍ من الدنيا يزول وتبقى حسرته وشؤمه ويذوقون مرارة إثمه. عبدالله بن سعد الغانم - تمير - سدير