مؤخراً حملت الصحف أخباراً، أقل ما يمكن أن توصف به، هو أنها «مزعجة»، ويمكن لأحد ما أن يستخدم أوصافاً أشد من ذلك: وزير المياه يعلن أن زراعة القمح، والأعلاف في منطقة حائل تستنفد ما يعادل استهلاك سكان المنطقة مدة (400) سنة!! هل يعقل ذلك؟ ولماذا لا نستأجر مزارع في نيوزيلندا لتربية المواشي، ونتعاقد مع مزارع القمح في أستراليا، وننهي هذا العبث بمقدرات الأجيال القادمة؟! تم نقل المعوقين من تبوك إلى المدينة، ومات أحدهم، وخمسة آخرين في العناية المركزة، ومسؤول وزارة الشؤون الاجتماعية يقول إن ذلك وضع طبيعي؟! ونحن نقول: إذا لم تستح فافعل ما شئت!! وزير الزراعة يقول «إن الوزارة مضطرة لإجازة استخدام مبيد حشرات قاتل، لأنه ضروري لإبادة الحشرات، حتى لا يتضرر الاقتصاد الوطني». إن هذا القول يشابه ما يمكن أن يقوله أي مسؤول أفغاني، من ضرورة تشجيع زراعة الأفيون، لأنها داعم أساسي لاقتصادهم!! ولا أصدق أن دولاً غربية، وهي دول زراعية من الطراز الأول، يمكن أن تسمح بذلك المبيد، تحت أي ذريعة كانت!! وهنا أود أن أسأل معالي وزير الزراعة: هل كل إنتاجنا الزراعي، يستحق التضحية بالبيئة، والصحة العامة؟ ولم نتحدث بعد عن هدر المياه!! وزارة الإسكان تنشئ شركة للمقاولات: الغريب في الأمر هو أن الوزارة تأخرت في ذلك، فكل وزارة سبقتها، أسست شركة ما، لتعيين المحسوبين على مسؤوليها برواتب عالية، والاستفادة من مرونة نظام الشركات، أو بالأصح الالتفاف على نظام الرقابة المالية الحكومي. وللتذكير، فالشركة العقارية مملوكة بنسبة 77% للحكومة، وصناديقها، وأغلب أعضاء مجلس إدارتها معينون من الحكومة، وقد سبق أن دخلت الشركة في قطاع المقاولات، واعتمدت على تعميدات حكومية مباشرة، لبناء عدد من سفارات المملكة في الخارج، وقد فشلت في ذلك فشلاً ذريعاً، وخرجت من ذلك القطاع. الحل هو في تيسير أمور قطاع المقاولات، ولكن يترك للقطاع الخاص، فهو أقدر من موظفي الحكومة!! استقدام خبير ألماني، لتحديد سبب انهيار سقالة جسر تقاطع التحلية مع السبعين!! يا سبحان الله، خرّجت هذه البلد آلاف المهندسين الإنشائيين، ومع ذلك ما زلنا نستقدم «خبراء»، لتحديد سبب سقوط سقالة. ولأن السقالات ستسقط تباعاً، فأقترح استقدام الخبراء مقدماً، وتوزيعهم على مناطق المملكة!! وبالمناسبة، إحدى كليات العمارة في إحدى جامعاتنا الكبرى، تعاقدت مع شركة أمريكية من ولاية ألاسكا، لتصميم توسعة مبنى الكلية، ويبدو أن معماريي الكلية مشغولون كثيراً بسوق الأسهم السعودية. أخصائي علم نفس يؤكد «أن كثرة الحفريات تؤثر على نفسية السكان، وتعكر أمزجتهم، وقد تجعلهم عدوانيين»!! قبل ثلاثين سنة طرح اقتراح بأن يتم عمل ممر للخدمات في كل شارع، توضع به مختلف التمديدات، بحيث لا يحتاج الأمر إلى حفريات جديدة في كل مرة. ولكن من الواضح أن المقاولين، ومن يقف وراءهم، قد نجحوا في رفض ذلك الاقتراح المنطقي، والأقل كلفة!! والأقل إزعاجاً لنا نحن المواطنين. [email protected]