من خلال مسيرتي في الوسط الرياضي لم أر رجلاً يقدم عملا مقرونا بفكر يحاكي العصر والمرحلة سوى من أناس قليلين، أجزم أن محمد المسحل في مقدمتهم.. أكتب هذه المقدمة قبل الغوص في أعماق الحديث عن هذا الرجل وإدارته دون أن أعلم عن نتيجة لقاء منتخبنا مع إسبانيا في بونتفيدرا وبغض النظر عن النتيجة سواء كانت فوزاً أو خسارة، مقبولة أو كبيرة للمنتخب، فإن اللعب مع بطل العالم وأوروبا يعتبر نجاحا وتحديا وتواجدا في واجهة الأحداث الرياضية بالعالم.. أعود للحديث عن المسحل، أحد الكفاءات الشابة والرائعة التي تقدم عملا مختلفا؛ فالرجل يقدم أفكارا رائعة وليس من فئة المنظرين (بتشديد الظاء)، بل أنه يعمل على التنفيذ بخطة عمل واضحة المعالم فنحن الآن نملك منتخب تحت 8 سنوات وآخر تحت10 سنوات، وكذلك تحت 12 وتحت 14 وتحت 16 وتحت 19 (منتخب الشباب) والأولمبي والأول.. كل هذه المنتخبات تذهب وتشارك في بطولات ودية دولية للمزيد من العمل على صقل اللاعبين وكسر حاجز الخوف من لقاء المنتخبات الكبرى، ونحو تطوير قدرات اللاعبين التنافسية على مستوى الميدان، وكذلك كسر حاجز الرهبة على المستوى النفسي وسط خطة تبين للاعب مراحل عمره ومشاركاته مع المنتخب متى ما استمر اللاعب مع الأخضر.. منذ زمن بعيد لم نلعب مباريات من الوزن الثقيل فبعد لقاء الماتدور نحن على موعد مع التانجو الأرجنتيني في الرياض بقيادة النجم الاسطوري الكبير ليونيل ميسي، والذي يبدو أنه سيدفع الجماهير السعودية لملء مدرجات استاد الملك فهد الدولي وهو الاستاد الذي لم نشاهده ممتلئا منذ زمن، وأعتقد جازما بأن هذا النوع من المباريات سيكون إضافة كبيرة لنا من خلال ما سيكسبه اللاعبون من خبرة واحتكاك فضلا عن السمعة التي سيكسبها المنتخب من خلال متابعة كافة الجماهير لهذا اللقاء بحثا عن الاستمتاع بليونيل وزملائه، بالإضافة إلى أن الأخضر سيكون لديه لقاء آخر لا يقل أهمية مع منتخب السامبا البرازيلي ومباريات أخرى ستكون مفيدة بالتأكيد لاحتكاك لاعبينا وصقل قدراتهم.. المسحل سنخسره في شئون المنتخبات، ولكننا بالتأكيد كسبناه كأمين عام اللجنة الأولمبية السعودية، وأراهن إذا ما استمر هذا الرجل في منصبه حتى أولمبياد 2016 سيكون لنا أكثر من ميدالية، ولن نكتفي بواحدة كما فعلنا في لندن، وعندما أقول ذلك فأنا أعلم ماذا يملك هذا الرجل من إمكانات تقوده للمضي قدما نحو تحقيق أهداف وأحلام الجماهير الرياضية عبر الفكر الذي يحمله وفريق العمل الذي يشاركه التفكير والإبداع والإنتاج.. المسحل متى ما وجد الدعم المادي من قبل القيادة الرياضية، ومُنح المساحة للتحرك نحو العمل مع من يختار هو لا من يتم تعيينهم بوجوده فسيكون لدينا مستقبل كبير في الرياضات الأخرى، وسنحصد ميداليات ليست بالقليلة.. الأسطر السابقة ليست سوى دعم لرجل أعتقد أنه يستحق أن نفخر به وأن ندعمه وأن نراهن عليه لأن ما قدمه في أسوأ الفترات يؤكد بأن لديه الكثير، وعندما أقول أسوالفترات فأقصد أن قرار تعيين المسحل في إدارة شؤون المنتخبات هو قرار صحيح ولكنه متأخر؛ لذلك لا يمكن أن نحمله وزر من سبقوه في التخبط وسوء التخطيط.. وهناك من سيطرح تساؤلا: ماذا حقق المسحل؟ وعندها سأقول المسحل لم يحقق نتائج ولكنه قدم لنا فكرا وخطة إستراتيجية لم نتعود عليها، حيث إننا اعتدنا الصدمات الكهربائية التي ليس لها إلا نتائج وقتية، ولكنها على المدى البعيد وضعتنا في المركز 105 بتصنيف الفيفا للمنتخبات. أحمد العجلان AHMAD2MAN@ تويتر