حمّل اقتصاديون الفارق في بداية الأسبوع تبعات تأثر السوق السعودي بتقلبات الأسواق العالمية، كون أسبوع التداول في سوق الأسهم السعودية يبدأ السبت وحتى الأربعاء، بخلاف بقية الأسواق الخليجية والأقليمية, والتي تبدأ تداولاتها الأحد وتنتهي الخميس, وبالمقارنة مع الأسواق المالية العالمية العاملة بأسواق الأسهم الرئيسية فإن الفارق يرتفع إلى أربعة أيام حيث تبدأ تداولاتها من الاثنين إلى الجمعة فيكون التوافق فقط في ثلاثة أيام. واعتبر الاقتصاديون أن التباعد في أيام التداول بين سوق الأسهم السعودية والأسواق المالية الإقليمية والعالمية له مساوئ على السوق المالي السعودي, وتكمن أهم هذه المساوئ, في ارتفاع أو انخفاض الأسواق المالية المؤثرة في أغلب الأوقات نتيجة بيانات أو مؤثرات اقتصادية مترابطة مع السوق المالي السعودي، في حين أن سوق الأسهم السعودية قد يكون مقفلاً في أحد أيام الإجازة الإسبوعية.. وهذا ما نشهده خصوصاً في فترة تداول يوم السبت الذي يتأثر دائماً فيما حدث في الأسواق العالمية أيام الخميس والجمعة, فيتم تعويض الارتفاعات أو الانخفاضات في يوم تداول السبت بشكل حاد غالباً, ويأتي المطلب مأمول التحقق, هو بتغيير أسبوع العمل المالي بما يتوافق مع الأسواق الخليجية والإقليمية ليلغي الفارق الزمني فيما بينها ويخفف من تعارض فترات التداول مع الأسواق العالمية الأخرى ليحقق التكافؤ المأمول ويقلل من حدة وضغط المؤثرات الخارجية على السوق السعودي, ويكون لذلك فوائد أخرى إيجابية للقطاع البنكي والمالي إجمالاً وبعض القطاعات المتأثرة سلباً بالافتتاح والإقفال بمعزل عن العالم الخارجي. وقال الاقتصادي محمد العنقري إن تغيير افتتاح السوق المحلي إلى يوم الأحد بدلاً من السبت أفضل, لأنه بذلك سيقلل من الفارق الزمني مع الأسواق العالمية وتوافقه مع أيام عمل الأسواق الخليجية خطوة مهمة وضرورية نحو التكامل, وسيكون له تأثير جيد على البنوك والأسواق لأنه سيزيد من حركة السيولة وحجمها, ولن يكون هنالك صعوبة في تعديل أيام التداول, وتكمن الفائدة الكبيرة للبنوك العاملة في السوق السعودي في أنه يضيف لهم يوم عمل يتوافقون فيه مع البنوك الخارجية. وأكد أيضاً, أن تقليل الفارق الزمني سينعكس إيجابا على المستثمرين وقطاع الأعمال المرتبط بالخارج وإمكانية زيادة أعداد المتداولين كون أنه مسموح للمستثمرين الخليجيين التعامل المباشر بسوق الأسهم السعودي, وذكر أن السلبية الواضحة بالوضع الحالي تكمن في أن سوق الأسهم السعودية هو الوحيد العامل في العالم يوم السبت وحركته تكون منفردة وحادة في بعض الأوقات. فيما ذكر المحلل المالي والاقتصادي محمد العمران عن مدى فائدة توافق الافتتاح الأسبوعي مع الأسواق الخليجية, أن الجدوى ليست بالمقارنة مع الأسواق الخليجية بقدر ما هي للتنسيق مع أيام عمل الأسواق العالمية والإقليمية بهدف تقليل أثر الأسواق المالية العالمية والإقليمية على أداء السوق المالية السعودية عند الافتتاح يوم السبت على اعتبار وجود تباين بين أيام العمل فيما بينهم فأيام العمل المتطابقة مع الأسواق الإقليمية هي أربعة من أصل سبعة، بينما أيام العمل المتطابقة مع الأسواق العالمية هي ثلاثة أيام فقط من أصل سبعة أيام في الأسبوع وهذا بالتأكيد أمر غير صحي ويجب أن لا يستمر على المدى الطويل. وذكر أيضاً أن السوق المالية السعودية والمصارف التجارية ستستفيد من ذلك، وهو ما سينعكس إيجاباً على المتعاملين في المملكة مع السوق والمصارف كاستغلال الفرص الاستثمارية بشكل أسرع و كإيصال الحوالات والاعتمادات المستندية في وقت أقل وهذا بدوره يساعد الاقتصاد السعودي في التكامل مع الاقتصادات العالمية و الإقليمية بشكل أفضل، بل أعتقد أن التساؤل يجب أن يكون مركزاً حول ماذا استفدنا من أيام عمل السوق المالية السعودية والمصارف التجارية معزولة عن بقية العالم؟.. و لماذا نستمر على هذا الشكل؟.. واختتم حديثه أن الانعزال عن بقية العالم لا يتماشى مع متطلبات الوقت الحالي حيث إن لهذا الانعزال تكاليف باهظة غير محسوبة إن كان على المؤسسات المالية كان أو على المواطن والمقيم في المملكة. ومن جانبه قال المستشار المالي عبدالله الربدي, إن توافق بداية عمل السوق السعودي الأسبوعية مع الأسواق الخليجية سيضمن وحدة تكامل السوق الخليجي وسهولة اتخاذ القرارات الاستثمارية لدى المستثمر وزيادة الثقة لترابط هذه الأسواق. كذلك من شأنها أن تعزز الاستقرار في سوق الأسهم عن طريق تقليل التقلبات التي يتعرض لها السوق جراء تباعد أيام التداول بين هذه الأسواق وسوق الأسهم السعودي, وأيضاً سيوفر الوقت والمال للبنوك وسنرى تحسناً من عملياتها التشغيلية متى ما توافقت أيام عمل البنوك والأسواق مع نظيراتها في الخليج. وأكد على أن أنفراد السوق السعودي بالعمل في يوم السبت يؤدي إلى تردد المستثمر الأجنبي من الاستثمار في سوق ينفصل عن أيام العمل في العالم بأربعة أيام مما يضعف التركيز والمتابعة من قبل المستثمر والبنوك والشركات العالمية فليس هنالك جدوى من متابعة سوق لا تستطيع أن تتابعه إلا في ثلاثة أيام فقط, ومن الملاحظ في تأثيرات الفجوة الزمنية لدى السوق السعودي في افتتاح السوق يوم السبت، وذلك عند متابعة المستثمرين للأسواق العالمية خلال نهاية الأسبوع، فنجد أن هنالك ثلاث إغلاقات يجب على السوق أن يتعامل معها جميعاً ومرة واحدة خلال افتتاح يوم السبت، فمن المعلوم أن افتتاح السوق الأمريكي ليوم الأربعاء يحدث بعد إغلاق السوق السعودي ليوم الأربعاء، لذا يتكرر حدوث الارتباك والتذبذب خلال افتتاح يوم السبت فلو أغلق السوق الأمريكي يومي الأربعاء والخميس على ارتفاع ويوم الجمعة على انخفاض فسوف يتحمل يوم السبت جميع أو أغلب هذه الحركة في نفس تداولات اليوم.