في الوقت الذي كانت فيه منطقة الخليج تستعد لاستقبال عيد الاضحى، وتعد دولة الامارات العربية العدة للاحتفال باليوم الوطني بعده، تفاجأت الاوساط الاقتصادية بازمة مالية كبيرة لمجموعة دبي العالمية وسط صمت وعدم وضوح من المصرف المركزي الاماراتي، ليغلق السوق على هذا الخبر الصدمة. تعكير فرحة الأعياد عادت اسواق الخليج إلى العمل بعد اجازة عيد الأضحى بانخفاض حاد وترقب قلق من قبل القطاع المصرفي على الازمة الكبيرة التي فجرها سوق المال الاماراتي وتحت نظر البنك المركزي الاماراتي ودون اي توضيحات من محافظه السيد حيث اغلق السوق مباشرة بعد اعلان اكبر ازمة مالية بالمنطقة منذ 30 عاماً وهي أزمة "مجموعة دبي العالمية"، للحد من تأثيراتها واضرار الاعلان عن ذلك على حد اعتقاد البنك المركزي الاماراتي، الا ان التوقعات لم تصب في هذا التوجه. وحرص المعنيون بسوق المال الرسمي في البنك المركزي على اعطاء الاولوية لتهدئة المخاوف، و سارعت في محاولة لتقليل الضرر من خلال إصرار مؤسساتها على وصف التعرض لدبي العالمية وفروعها بأنها محدودة، في الوقت الذي تناثرت فيه شضايا الازمة ولم تقتصر على المصارف والبنوك الاماراتية بل تجاوزت الى دول الخليج والعالم، فمن جهته اوضح رشيد المعراج، محافظ مصرف البحرين المركزي قبل أمس إن جميع المصارف في مملكة البحرين لديها بعض التعرض لدبي العالمية وقدره بأقل من 1 في المائة من الأصول. التصريحات والواقع أما محمد الجاسر ، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي ، وقال يوم الجمعة ان البنوك السعودية لديها "الحد الأدنى من التعرض" لدبي بشكل عام ودبي العالمية على وجه الخصوص، وفي قطر تعرضت البنوك القطرية لدبي العالمية في عشرات الملايين من الدولارات ، وفقا لمصادر مصرفية في الدوحة، موضحة أن معظم المؤسسات المالية قد اعربت خلال الشهور الستة الماضية عن مخاوفها من احتمالية وقوع تعثر مالي كبير، وفي الكويت وعلاوة على ما عاناه القطاع المالي فقد تعرضت سلسلة من المصارف ايضا الى صدمة دبي العالمية، وان لم تكن عالية. ويقارن رئيس الأبحاث في بنك اسلامي في البحرين بين خسائر ازمة العقار في الولاياتالمتحدةالامريكية وبين ازمة دبي العالمية قائلا: " يبدوا ان 60 مليار دولار وهو حجم ازمة دبي العالمية اذا ما قارناه بخسائر الولاياتالمتحدة في أزمة العقار يبدوا اقل الا ان وقعه على دول الخليج انه كبير جدا"، مضيفا "نعم ، سوف يفقد المستثمرون أموال في هذه الازمة ولكن الاخطر من ذلك هو فقدان الثقة في الأسواق الخليجية، حيث يتوقع ان تتوقف عمليات الإقراض العقاري، مماسينعكس سلبا على النمو الاقتصادي في المنطقة. " لا أحد يستطيع أن يجزم متى أن فقدان الثقة ومن المرجح أن الأخير -- ولا سيما إذا دبي العالمية رسميا الافتراضات والإمارات الأخرى تفعل شيئا يذكر لمعالجة مخاوف المستثمرين بشأن قضايا مثل الاتصال والشفافية. رأي التصنيف العالمي ومن جانب شركات التصنيف الدولية يقول تريستان كوبر ، المحلل لدى موديز: ان التعرض لدبي العالمية يمكن أن تكون كبيرة في حالة بعض البنوك الإقليمية، الا انني لا اتوقع أن تترتب عليه آثار نظامية خطيرة في أي بلد خليجي على المدى الطويل ، ولكن يكمن الخطر وزيادة المخاوف من تعتيم البنك المركزي الاماراتي النسبي " لبيئة الأعمال المحلية"، الامر الذي ادى الى تعرض أسواق الأسهم في أنحاء المنطقة ومصر الى موجات من الانخفاض الكبير الذي غرقت فيه في الايام الاولى للتداول بعد اجازة العيد. سباق الريادة وتوقعت اوساط مصرفية واقتصادية ظهور مناطق في المنطقة قد تسحب البساط على المدى المتوسط والطويل من مدينة دبي، حيث ينافسها مراكز مالية أخرى مثل البحرين وقطر، فعلى سبيل المثال يرى اقتصاديون أن البحرين تشعر الشركات الاجنبية بتوفر النظام المصرفي التنظيمي والقانون التي هي الآن أكثر قوة، ويمثل الاهتمام والجدية من قبل سوق المال البحريني هي التي تدعم القوانين والأنظمة وشفافيتها، وهي التي فقدت من قبل البنك المركزي الاماراتي حول ازمة دبي على مدى الاسبوعين الماضيين.