لا أعرف أين ستتوقف بنا التقنية وتطوّرها المستمر ؟! فقد باتت جزءاً من حياتنا لا يمكن الاستغناء عنها، فبعد استخدامها بنجاح في مساعدة بعض أعضاء جسم الإنسان الخارجية والداخلية على أداء مهامها دون قصور، لا تتعجّب إنْ وصلنا إلى مرحلة (التهام التقنية) والتغذِّي عليها بدلاً من الطعام والشراب.. من يدري فنحن على أعتاب هذه المرحلة ؟!. مؤخراً كُشف النقاب عن تطوير (الكبسولات الذكية) التي بدأ العمل بها منذ العام الماضي، حيث يبتلعها المريض وتقاوم (امتصاص الجسم) حتى تصل للجزء المعني بها لتصدر إشارات وتفرغ محتواها بالذوبان في المكان المحدد، مما يفيد في تقليل كمية الدواء المستخدم وخفض تأثيره على بقية أعضاء الجسم..!. ومثل هذا التطوُّر يعكس لنا أنّ التقنية تساعد كثيراً في (تحديد الأهداف) التي يقصدها أو يحتاجها الإنسان بوضوح بعيداً عن الطرق التقليدية السابقة والعامة والتي قد تعطي مدلولات خاطئة..!. ولتتضح الفكرة جلياً ننتقل إلى جانب آخر (عكس بوضوح) معنى تحديد الأهداف تقنياً لعكس الواقع الحقيقي وكشفه، وهي تغريدات (مشاهير العالم) من غير السياسيين من (نجوم السينما) لتهنئة المسلمين بعيد الفطر المبارك، مما يعني أنّ التقنية تذيب تلك الحواجز العامة التي صُنعت بفعل (الصحف والإعلام الغربي) لتترك للمشاهير حرية إيصال مشاعرهم مباشرة دون تحريف وتبيّن مكانة المسلمين عندهم واهتمامهم بنا واحترامهم لمشاعرنا بشكل دقيق وواضح..؟!. فمثلاً بطلة ديزني (زيندايا كولمان) قالت لمعجبيها من المسلمين (عيد فطر سعيد) عبر موقعها الرسمي، وأعقبها (سوبز بيتز) زوج المغنية (اليشا كيز) بكتابة عبارة (عيد فطر مبارك لكل مسلم) على صفحته، كما كتب بطل فيلم (Furious5) تاريس جيبسون عبارة (مبارك للمسلمين العيد)، والمضحك أنّ عارضة الأزياء الشهيرة (مريام كلينك) اعتذرت عبر حسابها الرسمي على تويتر من الخطأ الذي ورد يوم العيد (بتهنئة المسلمين قاطبة) بعد أن كتبت سابقاً (مبروك للبنانيين فقط).! وبالانتقال لنجوم (بوليوود) فقد توالت التهاني من النجوم عبر حساباتهم الشخصية لتهنئة المسلمين بالعيد، فقد قال الهندي الشهير (أميتاب باتشان) عيد مبارك للمسلمين، فيما قالت النجمة الشابة (بريانكا شويرا) لجمهورها المسلم: (أتمنى لكم عاماً مزدهراً وعيداً مباركاً)، وكذلك الحال لنجوم اليابان والصين وكوريا، حيث تُرجمت رسالة تهنئة للمغنية الكورية (GNA) تقول فيها للمسلمين (عيدكم مبارك)..!. ما أوردته أعلاه فيه (رسالة واضحة) تعكس مشاعر هؤلاء تجاهنا كمسلمين بفعل التقنية، وبعيداً عن تأثير (الصور النمطية) التي يصنعها الإعلام التقليدي بيننا وبينهم، وهي تترك سؤالاً مهماً حول مدى استفادتنا من (التأثير المباشر) على هؤلاء النجوم ومحاولة كسب أصواتهم، ولفت انتباههم للكثير من قضايانا، وتصحيح مفاهيمهم عن (الإسلام وأهله) وخصوصاً قضايا المرأة التي يمكن توضيحها لهم (بنفس الدقة) التي اختاروا بها تهنئتنا..!. وأترك لكم حرية تحديد مدى استخدام (مشاهيرنا) من النجوم والإعلاميين مناسبة العيد (تقنياً) لتحقيق أهدافهم بنجاح أو فشل..؟!. ولعلّنا نجد مستقبلاً (كبسولات تقنية) يلتهمها هؤلاء تساعد في تخلُّصهم من تلك (التغريدات) التي تصيب (تويتر بالمغص)، وتجعلنا نشعر بالغثيان تجاه كل تغريدة يتحدثون بها (عن المرأة) وكأنها باتت (بطاقة لمزيد من الشهرة) حتى لو بتهنئتها بالعيد على طريقتهم الخاصة..؟!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]