معالي الشيخ عبد العزيز بن عبدالمحسن التويجري نائب رئيس الحرس الوطني المساعد -رحمه الله- كان رجلاً بمقاييس خاصة، ومسؤولاً بصفات خاصة، وإنسانًا بسمات خاصة تسلَّم المسؤولية منذ وقت مبكر فأعطاها من سنوات عمره جهدًا مخلصًا متصلاً فكان الرجل بحرًا في عالم العطاء وقيم الإِنسانية. إنجازاته الواسعة، وعطاؤه الثري، وسيرته العطرة، ظلت محفورة في عقل الوطن، ومحفوظة في قلوب المواطنين، ونابضة في وجدان الأمة. كان التويجري أحد الإعلام البارزين، ليس في المملكة، وحدها، بل على مستوى الجزيرة العربيَّة بأسرها، وكان مثقفًا فريدًا، وعصاميًا في الحياة، ولديه قدرة فائقة على العطاء الفكري الثقافي الثري، وكان موسوعة نادرة من الفكر الإنساني الوضاء، نظرته للحياة تتسم بالعمق والتأمّل ويمتاز بالنبوغ والتفرد، والعطاء في صمت وتواضع. سيرته زاخرة بعشق التاريخ، وحب الثقافة والأدب والعلم، واتسم بالروح الإنسانيّة الساميّة، بالرغم من أن ما تركه من إبداع في مختلف المجالات يكفي لتخليد ذكراه، لكن الأهم من ذلك فقد ترك خلفه رجالاً استمدوا منه المناقب الطيبة، والفضائل النادرة والخبرات الواسعة في مجال الثقافة والإدارة السياسة والفكر. لقد ترجم حبه وإخلاصه للوطن، فكرًا وتخطيطًا، لم يبخل عليه بوقته وجهده، كان -رحمه الله- رمزًا بارزًا لجهاز الحرس الوطني، ترك بصمات واضحة في تطوير تلك المؤسسة، وخلال توليه نائب رئيس الحرس الوطني المساعد، انتقل هذا الجهاز من طابعه التقليدي إلى واقعه الحضاري الحديث الذي يناهز الأجهزة العالميّة تجهيزًا وقدره وكفاءة وإعدادًا. كان التويجري -رحمه الله- طيب المعشر ويحسن مقابلة الناس برحابة نادرة وكرم فياض ويحسن الإنصات للغير ويقدر رأي الآخرين كان متواضعًا في طرح رأيه الذي كان صائبًا دائمًا، يتمتع بالثقة بالنفس دون اعتزاز، حريص على إتاحة مساحة للآخر لإبداء الرأي وتسجيل الملاحظات، وكان التسامح الذي يُعدُّ جزءًا أصيلاً من مكونات شخصيته. الحديث عن معالي الشيخ عبد العزيز التويجري، هو حديث عن رجل تختزن ذاكرته مختلف مراحل قيام الدَّولة ووسائل توحيدها، وأساليب تطويرها، وإسهاماته في شتَّى المجالات الإدارية والفكرية والسياسية والدبلوماسية والعسكرية وغيرها، ظلت بصماته واضحة في تنمية الوطن وبناء الإنسان وتطوّر الفكر وصناعة التاريخ ضمن إطار حبه للخير لكل الناس. وطالما نحن بصدد الحديث عن هذه القامة السامقة وهذه الموسوعة من المعارف أضم صوتي لمن نادوا بإيجاد جائزة للثقافة والأدب باسم معالي الشيخ عبد العزيز التويجري ترتبط بمهرجان الجنادرية لارتباط معالي الشيخ التويجري والجائزة بالحرس الوطني وكذلك البصمات الثقافية التي تركها معاليه في الحرس الوطني الذي شهد كثيرًا من التطوّر والتفاعلات النوعية بجهود معاليه بحيث تكون الجائزة تخليدًا لذكراه، وتفعيلاً لما تركه من إرث ثقافي أدبي وكذلك تنشيطًا لفعاليات المهرجان الذي أخلص له منذ تأسيسه وحتى رحيله. [email protected]