فاصلة: (ليس ثمة عيد جميل دونما غد) - حكمة عالمية - وانتهى رمضان بكلِّ ما فيه من روحانية وسكون ليأتي العيد بكلِّ ما فيه من صخب. لكن العيد يختلف حسب الأمكنة، فالعيد في بلدك يختلف عن العيد في الغربة. في بلدك أنت ملتزم بالعادات التي يعتادها أهلك لتعيش العيد وفق إجراءات معيّنة، ويتحوّل يومك إلى يوم جماعي لا تشعر فيه بذاتك، بل تنصهر وسط الجماعة شئت أم أبيت. في العيد في بلدك لا يوجد مجال للتفكير أين ستقضي أيامه وما هو برنامجك في اليوم الأول، كل شيء معد بشكل أتوماتيكي، حتى دون تفكير في جدواه أو مناسبته للجميع. العيد في الغربة مختلف أنت في مواجهة نفسك؟ كيف ستقضي أول يوم منه؟ هل ستقضيه مع أُسرتك أو مع أصدقائك؟ وكيف يشعر أطفالك بفرحة أيام العيد واختلافها عن باقي الأيام؟ ها أنت الآن حر متنصّل من جميع التزامات الأقارب فلماذا لا تقرر كيف يمكن أن تعيش العيد؟ المفارقة أنك تجد نفسك ربما تفعل مثلما اعتدت فعله في بلادك، إلاّ أنك في الغربة وحيد وليس هناك مجال لسماع كلمات إلزامية للتواصل. أكثر ما يحزن في عيد الغربة، أنّ الأطفال لا يتذوقون حلاوته مثلما ذقناها نحن أطفالاً في بلادنا، خاصة إن كانوا صغاراً، وكنا قد كبرنا كثيراً كثيراً على تلك الفرحة بالعيد. ولئلا تتفوّق أعياد أخرى بفرحتها على أعيادنا الخاصة، من المهم أن يتذوّق أطفالنا عيد الفطر كما فرحته في بلادنا. «العيدية» والملابس الجديدة والألعاب هي فرحة العيد التي لا تنتهي لأطفالنا. إذ أجمل ما في الطفل دهشته التي لا تتوقف أمام الجديد. اجعلوا أولادكم يعيشون بهجة العيد، فضحكاتهم وفرحهم به بهجة لا تتكرر. [email protected]