دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد قمة التضامن الإسلامي في مكةالمكرمة تجسد اهتمامه حفظه الله بأوضاع المسلمين وحل المشكلات التي تعانيها الأمة الإسلامية والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها. وتأتي هذه الدعوة الإنسانية في ظل الظروف الخطيرة والجسيمة التي تعيشها الأمة الإسلامية واستشعاراً منه للمخاطر التي تحدق بها، حيث أن المملكة العربية السعودية دولة محورية وأساسية في العالم الإسلامي.. نظراً لما تتمتع به من موقع ومكانة دينية .. وهي سباقة في الدعوة إلى ما من شأنه لم الصف الإسلامي والشعوب الإسلامية على المحبة والخير والعمل على حفظ مصالح الأمة العربية والإسلامية. ولاشك أن أهمية المكان والزمان الذي اختاره خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر الإسلامي الاستثنائي يشكل عاملاً مساعداً للنجاح .. حيث انطلقت من أم القرى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم .. في شهر رمضان المبارك وفي العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم .. كما أن لهذا الاختيار أهداف نبيلة من أهمها جمع قادة الدول الإسلامية في مكان وزمان مقدس .. يعيد للأذهان مبادرته الإنسانية للحوار بين الأديان والثقافات في مرحلتها الأولى من مكةالمكرمة مهبط الوحي ومحط أنظار المسلمين كافة. العالم الإسلامي يمر اليوم بالعديد من التحديات الداخلية والخارجية .. وهناك العديد من الدول الإسلامية تعاني من الصراعات السياسية، ما يتطلب تَظافر جهود قادة الأمة لعلاجها والمبادرة لإيقاف نزيف الدماء وإصلاح أوضاع الشعوب الإسلامية المتردية وتحقيق الأمن والتنمية الإنسانية والسلام والاستقرار في ربوع الأمة المسلمة. هذه الدعوة الإنسانية يمليها الواجب الديني والأخلاقي .. ثم مسؤولية المملكة في المساهمة بإحلال الأمن والسلام في العالم.. كعضو مؤسس وفاعل بهيئة الأممالمتحدة .. حيث تتوافق دعوة خادم الحرمين الشريفين مع مفهوم التضامن الدولي وأهداف الأممالمتحدة UN.. الداعية لشعوب العالم من أجل تعزيز التضامن والسلام، وحقوق الإنسان، والتنمية المستدامة.. وقد تأسست المنظمة على فرضية أساسية للوحدة والانسجام والتضامن بين أعضائها، كما عبر عن ذلك في مفهوم الأمن الجماعي الذي يستند إلى التضامن بين أعضائها للاتحاد ..(لصون السلم والأمن الدوليين).. وتستند المنظمة على روح التضامن هذه في ..(تحقيق التعاون الدولي لحل المشكلات الدولية ذات الطابع الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الإنساني). كما تشجع الأممالمتحدة الدول والمجتمعات الإنسانية على التضامن والتعاون والحوار الإنساني الذي يعد مقياسا لتطور تلك الأمم والشعوب ومواكبتها للأحداث العالمية .. وذلك إيمانا من تلك الدول بالبعد الإنساني ، وتأكيداً على الحضور والمشاركة العالمية وإبراز الجوانب المضيئة للمسيرة الإنسانية النبيلة للبشرية أجمع. ختاماً فإن أمل المسلمين كبير في هذا الشهر الكريم .. بأن يكتب النجاح لهذا المؤتمر الإنساني .. لتحقيق تضامن الدول الإسلامية في مواجهة التحديات التي تواجههما أولاً.. وذلك بالاتفاق على ميثاق إسلامي تلتزم به جميع الدول الإسلامية.. وإنشاء محكمة عدل إسلامية للفصل في النزاعات العربية والإسلامية .. وبناء منظومة عمل عربية إسلامية متكاملة ..على شاكلة الاتحاد الأوربي .. (حيث العوامل التي تجمع العرب والمسلمين أكثر انسجاماً واتساقاً من العوامل التي جمعت الدول الأوربية ).. مع العمل بجد لتحقيق تطلعات الشعوب في التطور والعيش الكريم والحق في التنمية الإنسانية الشاملة.. من أجل عالم يسوده التضامن الإنساني.. وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان في الكرامة والحرية والتسامح والعدل والمساواة والسلام. مستشار للتنمية الإنسانية