أعتقد أن طرح أسهم نادي مانشستر يونايتد في بورصة نيويورك يوم الخميس الماضي كان حدثًا مثيرًا للاهتمام على المستوى الاقتصادي والاستثماري وكذلك على المستوى الرياضي، فأعتقد أن الجميع شاهد بورصة نيويورك وهي تكتسي باللون الأحمر وبشعار مانشستر يونايتد، لدرجة أن مذيعة قناة بلومبيرج قامت بعرض قميص نادي مانشستر يوناتيد المخصص للطرح العام للنادي في بورصة نيويورك كتأكيد أن هذا الحدث يُعدُّ تاريخًا يجب الاحتفاظ بذكراه. وبالعودة إلى طرح نادي كرة قدم إنجليزي للتداول في بورصة نيويورك التي لا تحمل أي نوع من هذه الرياضة في سجلاتها، فإن ذلك يذكرني شخصيًّا بما كان يحدث في بورصة لندن خلال التسعينات الميلادية عندما اجتاحت الرياضة الإنجليزية ظاهرة الطَّرح الأولي في أسواق المال، لدرجة وصل فيها عدد الأنديَّة المدرجة في بورصة لندن إلى أكثر من 20 ناديًا إنجليزيًا وكان منها مانشستر يونايتد، وأتذكر إبان دراستي في جامعة مانشستر أن أحد المحاضرين كان يقول: إنه اشترى أسهم مانشستر يونايتد فقط للحصول على شهادة تملك الأسهم ليضعها بجانب الهدايا التذكارية لفريقه المفضل وليس بدافع الاستثمار لأنّه يرى أن طرح الأنديَّة الرياضيَّة في سوق الأسهم لا يمكن أن يكون استثمارًا للأفراد!! وهو ما حدث فعلاً في نهاية التسعينات الميلادية وأوائل الالفية، حيث لم يبق من الأنديَّة العشرين المدرجة في البورصة الإنجليزيَّة إلا ناديان فقط ولا يوجد تداول على أسهمها المطروحة، حيث انتهي الحال بالعديد من تلك الأنديَّة إلى العودة للملكيات الخاصَّة ومنها نادي مانشستر يونايتد. وهذا يقودني إلى الحديث عن الطَّرح الجديد لمانشستر يوناتيد في بورصة نيويورك، فالطَّرح يستهدف إيجاد مصدر تمويل ذي كلفة أقل لسداد ديون متراكمة على النادي، وهو في الإدارة الماليَّة يُعدُّ من أقل الحلول التمويليَّة كلفة، وهو ما قام به ملاك النادي، وليس الهدف منه إستراتيجية خروج نهائي من الاستثمار، وهو ما نلاحظه في نسبة الطرح، حيث تم طرح 10 بالمئة من النادي بشكل يجعل أغلبية القرار في يد الملاك الأصليين الذين استطاعوا الحصول على 4 دولارات عن كل سهم تم طرحه بمعنى أن القيمة السوقية للنادي زادت بما نسبته 40 بالمئة مما يمكنهم من الحصول على فوائد غير مباشرة من زيادة التقييم السوقي للنادي، وشخصيًّا أعتقد أن إستراتيجية الملاك ناجحة أي كان توجه أسهم مانشستر يونايتد سواء ارتفع السهم أو اأعاد التاريخ نفسه وهبطت الأسعار فإن ارتفعت أسعار الأسهم فإن ذلك يرفع الملاءة الماليَّة للشركة ويعطي فرصة للملاك لمضاعفة الأرباح الرأسماليَّة إلى الأسهم، وإن انخفضت فإن ذلك يعطيهم الفرصة للعودة إلى الملكية الكاملة للندى بأسعار أقل وهذا ما أتوقعه شخصيًّا خلال السنوات القليلة القادمة. الخلاصة أن المستثمر المؤسسي لن يكون صاحب اهتمام كبير في الطَّرح الأولي للأنديَّة الرياضيَّة بسبب ضعف العائد على الاستثمار الناتج عن نوعية هذه القطاع الاستثماري فالعوائد فيه قليلة مقارنة بالقطاعات الاستثمارية الأخرى، ويبق المهتمين بالرياضة والأنديَّة الرياضية هم من يبحث عن تملك معنوي في علامة تجاريَّة بارزة. [email protected]