في هذه الحياة تلتقي بأناس كثيرين خلال فترات زمنية متفاوتة وقليل الذي يبقى له في نفسك ذكراً ومحبة وتقديراً ومكانة، ومن هؤلاء الخال من الرضاعة عبدالكريم -رحمه الله- الذي انتقل إلى رحمة مولاه، وأن فقد إنسان عزيز بصورة مفاجئة خسارة كبيرة على أهله ومحبيه لما تحدثه من فجوة يصعب ردمها أو محوها من الذاكرة، ولكن، فإن غبت عنا يا أبا عبدالله تحت أطباق الثرى، فقد خلفت ذكراً جميلاً باقياً بالقلوب، فلا غرابة أن تهتز القلوب والمشاعر وتنساب الدموع بغزارة وحرارة، أنك الرجل المحبوب من أسرته ومعارفه، الغالي على القلوب التي ودعته ببكاء المحبين ودعوات المخلصين ودعوات أن يغفر الله ذنوبك ويتجاوز عن خطاياك ويرحمك برحمته الواسعة. لقد عرفته ملتزماً بطاعة الله، محافظاً على الصلاة، صادقاً، سريع الغضب، سريع الرضا، يعمل ليل نهار لكسب الرزق الحلال، لم يفرط في دينه وأدبه ومنهجه على كثرة وتنوع طبيعة أعماله واختلاطه بالناس على اختلاف مشاربهم، ويبقى الرجل الصادق البسيط، الملتزم الشاكر لربه، صاحب القلب الأبيض الطيب، نقي السريرة، حسن السيرة وجميل الصفات والمعشر، صاحب قلب نظيف لا يعرف الحقد والحسد، كان باراً بوالده، راعياً لأخته، خادماً (لزوجة والده رقية بنت محمد القصير رحمهما الله). قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنتم شهداء الله في أرضه. فأكثر من حضر جنازته على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم يدعون له بالثبات ويثنون عليه بالخير، فقد كان حريصاً على تربية أبنائه وتهذيب سلوكهم، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلحهم ذكوراً وإناثاً وأن يبارك فيهم ويحقق لهم فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث. وذكر (ولد صالح يدعو له) وهم بإذن الله سائرون على ذلك، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته ويفسح له في قبره وينوّر له فيه ويجعله روضة من رياض الجنة ويتجاوز عن خطاياه ويبارك له في ذريته ويرزق أبناءه وبناته وزوجته الصبر والسلوان، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا على فراقك يا أبا عبدالله لمحزونون. إبراهيم بن صالح بن محمد القصير/ المدير الإقليمي لمنطقة القصيم وحائل لشركة الراجحي للصناعة والتجارة