سمو الامير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز العسكري الطيار هو الرجل الذي حلق بمنتخب الفروسية عاليا في سماء التفوق الاولمبي بحصول الأخضر على الميدالية البرونزية في اولمبياد لندن الحالي ومن قبله العالمي في بطولة كننتاكي بوصفه رئيس مجلس صندوق الفروسية السعودي.. الجهاز الاداري الذي عمل على وضع برامج الاعداد، وشراء الخيل، وتوفير الاجهزة الادارية والطبية المناسبة لدعم مسيرة الفريق.. «المدينة» حاورته في قلب الحدث اللندني، فكانت هذه الحصيلة التي خرجنا بها من أسرار الانجاز السعودي الذي تحدث عنه العالم اجمع.. ما خطط له حصل، وما تمنيناه تحقق ببرونزية اولمبية في لندن، ماذا عن المستقبل؟. - الحمد لله على التوفيق، ما تحقق انجاز كبير بلا شك يحسب للرياضة والفروسية السعودية وكان طموحنا الذهب وسيظل في كل دورة وبطولة، لاننا نتطلع الى الافضل، الاعلى، الاسمى كفروسية وفرسان، لم يكن كثير من الناس يتوقعون اننا سنحقق ميدالية اولمبية لكننا عكسنا التوقعات وخرجنا بهذه النتائج من الدورة والتي جاءت في وقتها لتجعلنا نواصل السير وفق الاستراتيجية التي رسمها مجلس امناء صندوق الفروسية وسارت على احسن ما يكون في التعامل، في التدريب، في الطب، في الخيل، في الاعداد، ولولا العثرات التي مر بها المنتخب قبل انطلاق الدورة لكان الحصاد افضل وافضل، ومن ذلك استقصاد فرساننا في الايقاف، اصابة اثنين من اهم الخيول بروسلي بوي، سلدانا، هذه ليست اعذارا لاننا شاركنا وانجزنا وهي حقيقة وظروف لم تمر باي فريق في الدورة، ومع ذلك تاهلنا ونافسنا وكسبنا بارادة الله، ثم بكفاءة الشباب الابطال. ما حقيقة ان المنتخب السعودي فاجأ اوساط الفروسية الدولية بحضوره القوى الذي قلب به طاولة التوقعات، وما هي تبعاتها عليكم كمسيرين للفريق؟. - أي شيء للوطن حمله ثقيل بلاشك، ولذلك كنا جادين في عملنا لا نسمح بالتقصير او التهاون، لان نتائج العمل تعني فرحة للوطن، وكما قلت عملنا سيستمر، ونعالج السلبيات اذا وجدت، ثم نبحث عن الافضل للفريق في كل المجالات ليكون في حال استعداد دائم للمهمات ايا كان نوعها ومكانها لنحقق انجازات للوطن يفخر بها كل سعودي وكل عربي ومسلم. الرياضة المتطورة في العالم هي نتاج شراكة بين القطاعين الرياضي والاقتصادي او المالي، كم من الخطوات قطعتم لتحقيق هذه الشراكه؟. - دعني في هذه المناسبة اوجه الشكر لعدد من اعضاء مجلس امناء وصندوق الفروسية السعودية الذي انشأه خادم الحرمين الشريفين وهم من رجال الاعمال على ما وجدناه منهم من دعم ومن تفاعل في الفترة الماضية ساهم الى حد كبير في تواصل خطوات العمل مؤكدين بذلك على تفاعل القطاع الخاص مع هذه الرياضة وحسهم الوطني في دعم شباب الوطن، ونتطلع الى تفاعل اكثر واكبر من القطاع الخاص بعد هذه النتائج، فالرياضة في العالم المتقدم تقوم وتسير بدعم القطاع الخاص وليس للدول اي دور، وما رصد لعدد من المنتخبات المشاركة في الاولمبياد اضعاف ما صرف على المنتخب السعودي في هذه الدورة، لكننا بتوفيق الله اختصرنا الزمن بخبرة رجالنا وموهبة شبابنا وحققنا هذه النتائج التي تفوق ما تحقق للاخرين، فاحد الفرسان الاجانب شارك في الاولمبياد عشرة مرات (اي اربعين سنة) وهذا يوازي عمر الفارسين كمال باحمدان، رمزي الدهامي، فنحن الان ننتظر تفاعل القطاع الخاص معنا في الفروسية وحتى في الرياضة عموما ضمن استراتيجية وطن للنهوض بهذا القطاع، والامير فيصل بن عبدالله يبذل جهودا مكثفة لتحقيق هذه الشراكة. ما ميز المنتخب السعودي في هذه الدورة هو تقارب المستوى بين الفرسان قبل الخيل، فهل هناك نية للتوسع في عدد الفرسان وتشكيل اكثر من منتخب؟. توسيع القاعدة امر مهم لاي رياضة، لانها تعني الاستمرارية وعدم توقف العطاء عند جيل، او حد معين، لكن التركيز مهم لاسيما اننا في بداية مشوارنا في الصندوق لاننا نخشى ان يؤدي التوسع في الوقت الراهن الى تراجع المستوى ويؤدي بالتالي تراجع النتائج التي نحن الان بحاجة الى مضاعفتها مرات، ومرات لنبرهن للعالم اننا اصحاب خيل وارادة. كيف رأيت المشاركة السعودية عموما في دورة لندن الاولمبية؟. - كنا نتمنى نتائج افضل، ولكي يتحقق ذلك علينا اولا ان نركز جهودنا في اعداد رياضيينا ليكونوا جاهزين وقت الحدث بالاداء والارادة، فلدينا شباب طموحهم عال جدا، لكنهم يحتاجون الى رعاية واعداد قبل المشاركة في الدورات الاولمبية، وان تكون لدينا استراتيجية للرياضة كرسالة شعب، وليس ارادة شخص لوحده. وانت تشارك في دورة الالعاب الاولمبية، ما الذي خرجت به منها؟. - لم نكن نتمنى ان تقام في رمضان لانها متعبة لنا ولفرساننا ورياضيينا بالطبع، والواقع اننا رأينا قدرة الانسان على تحدي نفسه بالصبر والجلد وتحقيق الافضل، في قالب ابداعي يفرض عليك كمتابع ان تصفق له طويلا، فضلا عن كون الرياضة الاولمبية ساحة لتنافس الدول على الميداليات وغيرها، واعطتنا رسالة بانه يجب علينا ان نهتم بالانسان ونطور مقدرته، وذلك من اهم الاهداف التي وضعت لتطوير الاداء الرياضي. كان لك عتب على الاعلام لعدم اهتمامه بهذه الدورة ونتائج المنتخبات الوطنية، هل زال العتب، ام انك ما زلت على موقفك؟. - هو ليس موقفا، وانما عتب من شخص يتطلع لان يكون هناك تفاعل مع انجاز بهذا الحجم تحقق للوطن، فليس من اليسير الحصول على ميدالية اولمبية، فمنذ متى ونحن نشارك في الالعاب الاولمبية؟، وكم ميدالية تحققت لنا حتى الان؟، الامر يتعلق ببناء رياضيين ابطال، نحن في الفروسية بدأنا المشوار، ولابد لبقية الالعاب ان تنال حقها من الاهتمام وتسير في نفس الاتجاه، والامر ينطبق على الاعلام الذي اشعرنا بتغير كبير في متابعته للدورة عموما ولانجاز المنتخب خصوصا لكننا نتطلع الى اكثر من ذلك في التغييرات لتنمية الوعي الرياضي لدى الجماهير برياضة الفروسية، رياضة الآباء والاجداد، فنحن نتحدث عن رياضة وطن ومشاركة في العاب اولمبية تقوم على الالعاب الفردية وعلى تنمية القدرات لدى الشباب. ماذا تقول للفرسان؟. - ألف ألف مبروك، رفعتم رؤوسنا عاليا في هذه الدورة، واهديتم سيدي الملك عبدالله وسمو ولي عهده الامين الامير سلمان بن عبدالعزيز، وسمو الامير نواف بن فيصل، والامير عبدالله بن فهد والى كل افراد الشعب السعودي أجمل الهدايا واسعده انجازكم، وكان معكم بقلبه وعقله ودعواته، وهو شعب يستحق كل بطولة وكل لقب لانهم ابطال ابناء ابطال. هل كان بالامكان أحسن مما كان؟. - نعم.. أقولها بكل جدارة، لان لدينا روح القتال، والتحدي وتحقيق الافضل. هل كانت نتيجة الفردي منصفة؟. - لا لم تكن، كما ان نتيجة الفرق لم تكن منصفة لنا كفريق لان ما قدمناه كبير، ومميز لكن الحظ عاندنا بعض الشيء، وهذا بشهادة الجميع، الا ان املنا في الله ثم في القادم افضل وافضل.