كل ما يخطر على البال يكون مزدحماً هذه الأيام، أسواق الملابس، أسواق الأغذية، أسواق الألعاب، أسواق الكماليات والاتصالات، أسواق السيارات، هذا السعار الشرائي أعتقد أنه أحد أسباب الشكوى الدائمة من أرباب الأسر بأن الراتب لا يكفي. - الثقافة الاستهلاكية غائبة تماماً ليس في رمضان ومناسبات العيد وإنما في كل وقت، فلا ميزانية محددة للمصروفات ولا تقنين معين للشراء في المناسبات، فكل القنوات مفتوحة حتى تجف ثم يتم إعادة الضخ بها من خلال القروض. - يذكر الدكتور فادي العجاجي أن حجم القروض الاستهلاكية وقروض بطاقات الائتمان يُعد مرتفعاً قياساً بعدد السكان السعوديين البالغ نحو 19 مليون نسمة في نهاية عام 2011م، حيث يصل معدل الاقتراض إلى 13,2 ألف ريال لكل مواطن، أي أن معدل اقتراض أسرة مكونة من 6 أفراد يتجاوز 79,1 ألف ريال.. مما يؤكد أن أكثر من 90 % من إجمالي عدد السعوديين العاملين في القطاعين الخاص والحكومي (المدنيين والعسكريين) مقترضون من المصارف التجارية.. كما أن حجم القروض الاستهلاكية وقروض بطاقات الائتمان يمثل ما نسبته 26,5% من الناتج المحلي إجمالي غير النفطي البالغ 933,2 مليار ريال في نهاية عام 2011م. - إذاً نحن أمام هدر مالي كبير ومؤثر، يستوجب التنبيه له بشكل مكثف وأن تكون لدينا رسالة توعوية واضحة ليس فقط لرب الأسرة الموظف وإنما لكل أفراد الأسرة، فهم شركاء في مواجهة هذه الظاهرة المقلقة والتي يمتد أثرها السلبي على الأسرة والمجتمع ونتائجها الكامنة قد تكون أخطر في المستقبل. - هناك تقصير كبير في جوانب توعية مهمة تتعلق بالتخطيط الاقتصادي للأسرة، وغياب مصطلح الادخار في حياة الأسرة السعودية، مما أدى إلى تحميل رب الأسرة مزيداً من الديون والقروض وأصناف التمويلات الاستهلاكية التي لا تعود بأي نفع على الأسرة ومستقبلها لأنها وقتية وتصرف في مناح استهلاكية كمالية في أغلبها بدون أي عوائد ذات قيمة سواء على مستوى السكن أو الاستثمار. alonezihameed@ @alonezihameed تويتر