يعتبر أسلوب «شو آند تل» أو ترجمتها بالعربي «أعرض وتحدث» من الأساليب التعليمية المبتكرة لرياض الأطفال، وتتلخص الطريقة في أن تطلب المعلمة من كل طفل وطفلة في الفصل إحضار (شيء ما) من المنزل ثم عليه - أمام الفصل - التحدث عن ذلك (الشيء)، ثم الطالب الذي يليه.. ثم الذي يليه.. وهكذا.. والهدف من هذا التمرين هو تنمية أسلوب الاستنباط ومهارة الحديث عند الصغار، وتأهيلهم لعمليات العصف الذهني في مستقبل حياتهم.. وعملية (برين ستورم ينج) أو ترجمتها بالعربية (العصف الذهني) هي عبارة عن طريقة عمل جماعية إبداعية، حيث بها تحاول المجموعة إيجاد حل لمشكلة معينة بتجميع قائمة من الأفكار العفوية التي يساهم بها أفراد المجموعة؛ والعصف الذهني أكثر كفاءة من العمل الفردي لإنتاج الأفكار، ويستخدم العصف الذهني كأسلوب للتفكير الجماعي لحل الكثير من التحديات الحياتية المختلفة بقصد زيادة القدرات والعمليات الذهنية ومن القواعد الأساسية للعصف الذهني؛ تجنب النقد للأفكار المتولّدة، وحرية التفكير والترحيب بكل الأفكار مهما كان نوعها، والعمل على زيادة كمية الأفكار المطروحة، وتعميق أفكار الآخرين وتطويرها.. ومن أسباب نجاح عملية العصف الذهني، خبرة المعلم الذي يدير النشاط وقناعته بقيمة أسلوب العصف الذهني كأحد الاتجاهات المعرفية في حفز الإبداع؛ ولذلك يرى أنصار العصف الذهني أنها لن تنجح عند تطبيقها بين معلمين مخضرمين لم يسبق لهم ممارسة أسلوب الاستنباط الفكري الجماعي، ولن تحقق النتائج المنتظرة؛ عند تطبيقها بين مفكرين متخرّجين من مدرسة الحفظ والتلقين.. ومثال على الفائدة التي يمكن تحقيقها من العصف الذهني؛ تجاوز ظاهر المعنى إلى عمق المعنى مثل قوله تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ..} فظاهر النص يقتضي النظر إلى شكل الإبل فقط، ولكن عندما نتجاوز ظاهر المعنى فذلك يعني دراسة ومعرفة الهيكل العظمي، جهاز الدورة الدموية، الجهاز الهضمي، أمراض الإبل وكيف علاجها، الطب البيطري وعلم الأحياء الدقيق.. الخلاصة إن تربية النفس على الدراسة والتدبر المعمق، من خلال التفكير الجماعي، يتطلب تأسيس التلاميذ منذ نعومة أظفارهم على أسلوب التفكير والاستنباط، وربما المكان المناسب لذلك؛ استحداث حلقات تدبر القرآن، في المساجد، مع حلقات تحفيظ القرآن، عندها يصبح هناك حرية الاختيار للطلبة والطالبات؛ الالتحاق في إحداهما، حسب رغبة أي منهما، كما أن حلقة تدبر القرآن ستوفر له المناخ للتعبير عن أفكاره واستخراج بنات أفكاره واكتشاف نفسه في مرحلة عمرية مبكرة، كما يمكن للمعلم المشرف، سهولة اكتشاف خواطر تلاميذه وتصحيح ما يلزم لها، ومن خلال عقد حلقتين، جنباً إلى جنب، أحدهما للحفظ والأخرى للتدبر؛ سيتخرج من إحداهما، جيل سيسلك طريق التدبر، والجيل الآخر سيسلك طريق الحفظ. [email protected] twitter @khalidalheji