حديثنا هذا عن كتاب: البلاد العربية السعودية، وقد طبع في مكتبة النصر الحديثة، الطبعة الثانية، الرياض، 1388ه، ويقع في 284 صفحة. أما مؤلف هذا الكتاب فهو السيد فؤاد حمزة، لبناني، عمل في خدمة الملك عبد العزيز منذ عام 1344ه، مترجماً ثم وزيراً مفوضاً ثم وكيلاً لوزارة الخارجية، ثم مستشاراً وسفيراً. وقد وضع كتابه هذا ليقدم للقراء -كما قال في مقدمته- معلومات مفيدة ونبذاً طريفة عن شخص حضرة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز، والعائلة المالكة، وأوضاع الحكومة السعودية.. وليكون مؤلفاً جامعاً للمعلومات الأولية التي لا غنى عنها للكاتب والتاجر والرحالة والأديب والمحرر والحاج والسياسي. قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة عشر فصلاً، خصص الفصل الأول منه لحياة الملك عبد العزيز المبكرة وبداية عمله السياسي وصفاته، وعن أفراد عائلته، وأوسمته وتشكيلات بلاطه وقوة إرادته وشجاعته وسماته الخلقية. أما الفصلان الثاني والثالث فقد خصصهما المؤلف للحديث عن أكبر أنجال الملك، الأمير سعود ولي العهد، والأمير فيصل النائب العام على التوالي. وقد استعرض المؤلف في هذين الفصلين نشأة الأميرين وغزواتهما ورحلاتهما، وأهم أعمالهما في حياة والدهما. وفي الفصل الرابع استعرض المؤلف تاريخ الأسرة السعودية القديم، ثم فصَّل في ذكر أفرع العائلة السعودية الموجودة في عهد الملك عبد العزيز. وفي الفصلين الخامس والسادس، تحدث المؤلف عن تشكيل الحكومة ودستورها والتعليمات الأساسية للحكم والتعديلات التي أدخلت على تلك التعليمات ونظام توحيد المملكة العربية السعودية. كما تحدث أيضاً عن المجالس الأهلية، ومجلس الشورى وصلاحياتهما وأنظمتهما وتطورهما بين عامي 1343 - 1355ه، وسمى أعضاء وموظفي آخر مجلس منهما. أما الفصول من السابع إلى الثاني عشر، فقد خصصها المؤلف للحديث عن الوزارات والمصالح الحكومية والإدارات العامة في عهد الملك عبد العزيز، مثل وزارات: المالية والخارجية والداخلية والدفاع والصحة والقضاء والبريد والاتصالات. وخصص لكل وزارة أو إدارة فصلاً تكلم فيها عن نشأتها وتطورها وتشكيلاتها وأفرعها وصلاحياتها. وفي الفصل الثالث عشر: تحدث المؤلف عن طريق المواصلات البحرية والجوية والبرية، وفصل في الطرق البرية بين المدن والقرى السعودية والبلدان المجاورة والمسافات بينها بالكيلومترات. وبالجملة، يعد هذا الكتاب من أفضل الكتب المعاصرة له من حيث التبويب والتنظيم، ومن أغناها من حيث التفصيلات والمعلومات عن تشكيلات أفرع الحكومة العربية السعودية في عهد الملك عبد العزيز حتى عام تأليفه في عام 1355ه. هذا، بالإضافة إلى أن مؤلفه كان أحد رجال الملك عبد العزيز المقربين الذين شاركوا في إدارة الأمور السياسية والإدارية في عهده لمدة ربع قرن من الزمان، فهو معاصر ومشارك في الأحداث التي يتكلم عنها هنا. ولهذا فإن هذا الكتاب يبرز الأعمال العظيمة التي أنجزها الملك عبد العزيز آل سعود منذ استيلائه على الرياض من خلال جهاده وإنجازاته وأعماله وإصلاحاته في المجالات الدينية والسياسية والاجتماعية والأمنية، مما يؤكد أن تاريخه (رحمه الله) صفحة ناصعة ومضيئة من صفحات التاريخ العربي والإسلامي.