سادت الأوساط الفنية والثقافية توقعات كبيرة بعد تعيين الدكتور سلطان البازعي رئيساً لمجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، لمعرفتهم الواسعة والشاملة عن تاريخ هذا الرجل ومواقفه وإدارته لأكثر من مهمة تتعلق بتلك الإبداعات وعلاقاته الكبيرة بالمبدعين في مختلف مجالات الثقافة، محلياً وعربياً، فكان من بين تلك التوقعات تحريك وإعادة إنعاش الجمعية، ولم شمل المنتمين إليها بعد أن تفرق شملهم على مدى أربعة عقود من عمر الجمعية التي مر به خمسة رؤساء مجالس إدارة جاءت كما يلي، صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن من عام 1393 ه إلى 1397ه الأستاذ محمد الشدي 1397ه إلى 1327ه (الأطول فترة) بعد ذلك تراس المجلس لفترات متوالية لم تدم طويلاً كل من معالي الدكتور يوسف العثيمين الذي عين وزير للشئون الاجتماعية ثم الدكتور عبدالعزيز السبيل الذي انتقلت مهام عمله إلى وزارة التربية والتعليم فالدكتور محمد الرصيص الذي كلف برئاسة المجلس عام 1432ه إلى أن عين الدكتور سلطان البازعي برئاسة المجلس هذا الشهر.. رمضان من عام 1433ه وهو الرئيس السادس لمجلس إدارة الجمعية. توقعات وآمال إن ما يتوقعه الجميع ويؤمل فيه خلال الفترة القادمة أن تعاد هيكلة الجمعية لتصبح مظلة شاملة تحمل اسم الهيئة العليا للفنون، خصوصاً في هذا الوقت الذي أصبح لكل فن من الفنون جمعية مستقلة تمثلت في الجمعيات الخمس، جمعية التشكيليين وجمعية الفوتوغرافيين وجمعية المسرحيين وجمعية الكاريكاتير وجمعية الخط العربي ويتم ضم رؤساء مجالسها إلى مجلس إدارة الهيئة العليا ليتمكن كل فن من تحقيق أهدافه من خلال جمعيته بعد أن سئم الجميع من الأدوار الروتينية والمتراجعة السابقة من قبل جمعية الثقافة في وقت تتسارع فيه حركة الساحات بكل تنوعها، وأحداثها خلط الحابل بالنابل وإفقاد المبدع بوصلته. العصر الذهبي للجمعية لا شك أن وقت إقرار الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عام 1393ه، 73م كما شهدناه وشهده من هم في جيلنا وتشرفنا بأن نكون ضمن أعضاء أول لجنة الفنون التشكيلية بالمركز الرئيس قبل فتح فروع الجمعية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن وكوكبة من الإداريين المبدعين في الفنون على اختلاف مشاربها الموسيقية والتشكيلية والمسرحية والمثقفين على تنوع إبداعاتهم شعراً ورواية وندوات، عشنا فترة ذهبية مع أن رئاسة الأمير بدر لم تستمر أكثر من أربع سنوات زرع خلالها البذرة وأرسى القاعدة فكانت انتفاضة إبداعية حركت الساكن وأعادت دماء الإبداع إلى شرايين المبدعين في كل إرجاء الوطن، جمعت الشمل رغم تباعد المسافات وكشفت كنوزاً من العطاء الذي شكل جسد الفنون والثقافة في وقت كانت فيه الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقيم الفعاليات المماثلة بما تمتلكه من قدرات مادية وطاقات بشرية يمثلها الأنشطة الثقافية في الأندية إلا أن كلا الجانبين يسيران بخطوط متوازية مع ما كان للجمعية من خصوصية وإحساس غامر عند الفنانين عندما منحوا بطاقات عضويتهم وقد أشير فيها إلى صفة كل منهم كل في مجاله، كانت مصدر اعتزاز محلياً وخارج الوطن. محاولات لإعادة التنفس مرت الجمعية بعد مجلسها الأول بمرحلة طويلة من التراجع تلاها محاولات لإنعاشها من قبل رؤساء المجالس الثلاث الأخيرة، إلا أن الترميم والصيانة أو إعادة وجه الجمعية إلى نظارته وجماله سيكون أصعب بعد ما تصدعت وترهلت وعصفت بكل من كان يرى في الجمعية حضناً دافئاً وداعماً ونافذة يطل من خلالها على عالمه ويساهم من خلالها في بناء حضارة الوطن، ومع أن لنا الحق في كشف ما يمكن أن يجد فيه الآخرين حلول إلا أن ما نتلمسه في الأيام القادمة قد يعفينا عن كل شيء مضى. ونكتفي بما تحقق للفنانين من تأسيس جمعيات مستقلة عوضاً عن تلك الخسارة وتعويضاً قد لا يتحقق سريعاً لكنه إجراء صحي وإيجابي. رجل المهمة الثقافية والفنية ومع هذا كله ففي قدوم هذا الرجل (د. البازعي) وبما أوجده من تفاؤل لدى الجميع وبما يحظى به من الثقة على أعلى مستوى وقدرة على التجديد والتطوير ما يجعلنا في حال من الاقتراب لتحقيق النجاح ولم شمل الإبداع ووضعه على مساره الصحيح وقوفاً مع الاهتمام المعهود من معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجه الذي يعي ويتابع ويشاهد ويدعم كل تميز ويدفع به للارتقاء. سيرة ومسيرة الجدير بالذكر أن الدكتور سلطان البازعي عمل في الصحافة بعد تخرجة من جامعة الملك سعود بدرجة البكالوريوس في الصحافة عام 1979م، حيث عمل مراسلاً ثم مديراً لتحرير صحيفة الرياض، ثم انتقل للعمل في وزارة التعليم العالي حيث انتدب للعمل في الملحقية الثقافية السعودية في فرنسا 1985-1988م ثم سكرتيراً للجنة العلاقات الثقافية الدولية بمكتب وزير التعليم العالي.. تم تعيينه رئيساً لتحرير صحيفة اليوم في الدمام 1993-1997م، قبل أن يعود للعمل الحكومي في وزارة التعليم العالي، ثم في رئاسة الحرس الوطني حيث عمل مديراً عاماً للعلاقات والمراسم ومسؤولاً إعلامياً للمهرجان الوطني للتراث والثقافة. - عمل كمستشار غير متفرغ للهيئة العامة للاستثمار، حيث شارك في عدد من المؤتمرات الدولية، وأسهم في تنظيم علاقة الهيئة بوسائل الإعلام الدولية والإقليمية والمحلية. كما عمل كمستشار إعلامي لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حيث أشرف على خطة المركز الإعلامية في الدورتين الثانية والثالثة للحوار الوطني في مكةالمكرمة والمدنية المنورة، بما في ذلك تنظيم المؤتمرات الصحفية اليومية والحديث لوسائل الإعلام. - كرئيس تنفيذي لشركة الطارق للإعلام تم تكليفه بالعمل كمتحدث رسمي للجنة العامة لانتخابات المجالس البلدية، حيث أدارت الشركة ونفذت خطة العلاقات العامة والتوعية لصالح الإنتخابات على مستوى المملكة، وبهذه الصفة تحدث لعدد من شبكات التلفزيون والإذاعة والصحف المحلية والإقليمية والدولية. - حصل على جائزة رجل العلاقات العامة لعام 2005 عن إدارته لحملة الإنتخابات البلدية، عضو عامل في عدد من الجمعيات المهنية والعلمية، نائب الرئيس التنفيذي للجمعية الدولية للعلاقات العامة -فرع الخليج- رئيس لجنة وكالات الإعلام والإعلان في الغرفة التجارية والصناعية بالرياض، عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال في جامعة الملك سعود، رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية للمسؤولية الاجتماعية.