أشيقر بلد العلماء والأثرياء في عقود وقرون مضت، وإذا توفر الثراء مع العلماء كان الإبداع في جوانب كثيرة، ولعل من أبرزها الأوقاف التي تحافظ على المال ليستمر في النفع العام في حياة صاحبه وبعد وفاته (وهو ما يسميه الفقهاء: (تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة)، وهذه أمثلة على أوقاف كان يقوم بها أهل أشيقر في الماضي، ولعل بعضها قائم حتى الآن، وهذه النماذج التي أراد نقلها لكم الأستاذ سعود اليوسف في كتابه (من آثار علماء أشيقر) عن زميله الأستاذ عبد الله البسيمي، فهناك وقف للصوام وتفطيرهم، ووقف آخر خاص بالضيوف ومستلزماتهم من الأكل والمبيت وحتى الرواحل (باللغة الحديثة مواقف لسيارتهم!!) ووقف للغرباء، ووقف للميزان، ووقف آخر للجسور تصلح به الجسور حين انهيارها، ومن لطائف أوقافهم، ووقف لسم الذئاب (أين جمعية الرفق بالحيوان عنهم!!) ووقف لحمام الحرم، ولم ينس الأشيقريون أن يوقفوا وقفاً للطبل، وهو الطبل الذي يعلم به دخول الشهر الفضيل!!، وأما أوقاف الفقراء والمساكين فحدث ولا حرج، وهناك وقف بل أوقاف للمطلقات، وكذا وقف الكتب والمكتبات، وهناك وقف للسراج الذي يستضاء به في السكك وفي المساجد، كما أن أحد أبناء أشيقر أوقف وقفاً خاصاً بتنظيف السكك والطرقات (للمحافظة على البيئة). وكل هذه الأوقاف والكثير غيرها موثقة بالنصوص والوثائق في كتاب سعود اليوسف آنف الذكر، وكتاب شيخنا الراحل عبد الرحمن أبا حسين عن الحركة العلمية في أشيقر. وما ذكره هؤلاء الدارسين نماذج تستحق الدراسة والتأمل والكتابة عنها والإشادة بها، وفي تقديري أن الحجاز، والأحساء وجازان وهي مدن تعد من حواضر العلم والثقافة لا تخلو كغيرها من أوقاف مشابهة، فليت أحد أبناء هذه الحواضر العلمية يقوم بدراسة علمية في هذا الموضوع وتزويدنا بما تحتفظ به هذه المدن من روائع الإبداع في الأوقاف التي يهتم بها طوال العام وبخاصة في شهر رمضان الكريم. [email protected] على التويتر @yousef_alateeg- فاكس 2333738