في الماضي غير البعيد كان شهر رمضان يعني الكثير والكثير خصوصاً للرياضيين ومحبي الرياضة.. ففي الأحياء تقام الدورات الرمضانية بين أبناء الحي الواحد.. أو بين الأحياء بعضها مع بعض.. كذلك تدب الحياة في ليل الأندية بدورات ومسابقات رياضية وثقافية متنوعة.. وذلك بعد انتهاء صلاة التراويح وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي. الآن يعود ويمر رمضان بدون ذلك الزخم الرياضي المعتاد.. ما هي الأسباب؟!!.. شخصيا لا أعلم على وجه الدقة.. وأظن - والله أعلم - أن لاحتراف لاعبينا.. وتضخم أرصدتهم البنكية سببا وليس - كل الأسباب - في ذلك العزوف.. فاللاعب سابقا كان يطمح لجوائز تلك الدورات.. كذلك ليس هناك ما يشغله سابقا عن الاشتراك في تلك الدورات والمسابقات. أما على الصعيد الديني فيبقى رمضان بروحانياته وعباداته وزخمه الروحي ما بقي هذا الدين الخالد.. فلا يوجد في الدنيا دين يغير بين ليلة وضحاها كل عادات ونظم ملايين المجتمعات غير ديننا الإسلامي الحنيف.. وذلك بما فيه من نفحات روحانية تسمو بالنفس البشرية ومن هذه النفحات الكريمة التي أحرص شخصياً على المبادرة بها في كل رمضان مبدأ التسامح والعفو عند المقدرة.. ففيها من النبل ما لا يوجد في سلوك إنساني آخر اللهم إلا العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة. ** فالتسامح لغة صعبة لا يملك أدواتها ومقوّماتها إلاّ كلّ ذي حظ عظيم، فهو الفضيلة في أسمى حالاتها وهو السمو الأخلاقي في أبهى صورة، وهو مداد الروح والعقل والبدن وهو ركيزة الحياة السوية، ونحن نعيش أنقى وأجمل أيام العمر في هذا الشهر الكريم حتى أنّ أرواحنا تتسامى فيه إلى درجة عالية فوق الخصومات وفوق المناكفات ، فالتسامح نهج ديني أمرنا الله تعالى بالأخذ به فقد قال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.. ثم انظروا إلى قمة التسامح في الدين الإسلامي الحنيف المتمثل في قوله عز من قائل: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فهل هناك أكثر قيمة وحياة وسعادة من هذا التسامح البيِّن.. فكلتا الآيتين الكريمتين تحضان على التسامح، وهذا نهج إلهي لا يتأتى إلاّ لمن سمت روحه وسعت إلى سلوك هذا النهج الإيماني! فما أحوجنا فعلا إلى تعميق لغة التسامح خاصة في هذا الشهر الكريم الذي يمنحنا فرصة ذهبية للارتقاء بالنفس والتخلص من آثامها حيث الصيام الذي غايته تقوى الله تعالى ، دعونا ننبذ الخلاف والاختلاف في وسطنا الرياضي برمته ونستنشق رحيق التسامح بكلِّ عطوره الأخّاذة ونستقي عبير معانيه السامية، دعونا نرقى بتسامحنا إلى درجة الإنسان في أعلى مراتبه، وما أحوجنا في أوساطنا الرياضية السعودية للارتقاء إلى درجة التسامح والتسامي وليكن الشهر الكريم هدنة مع النفس ومراجعتها أولاً ثم هدنة وسلاماً ومحبة مع الآخرين أيّاً كان أولئك الآخرون. نبضات!! * تمديد الرئاسة العامة لرعاية الشباب عمل فترة صلاحيات اللجنة المؤقتة لإدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم حتى تاريخ 30-12-1433ه.. قرار انقسم الشارع الرياضي في تقييمه بين مؤيد ومعارض.. ولا أعتقد أن هناك من يعارض وجود الرجل الكفء والأمين الخلوق الأستاذ أحمد عيد على هرم الاتحاد.. إنما الاعتراض ناتج عن كون العمل سوف يستمر اجتهاديا بعيدا عن لغة النظام وثقافة الانتخاب ليستمر العمل العشوائي في كرتنا إلى ما شاء الله!! * كنت أتوقع - ولا أتمنى - عدم التوفيق للاعب أسامة هوساوي في احترافه في إنترنت البلجيكي لفارق العقلية الاحترافية بين أنديتنا وأنديتهم أولا وللفارق الكروي ثانيا.. وسبق وقلنا للاعب (تحمد النعمة) التي أنت فيها.. فلن تجد فريقا غير الهلال يعطيك قدرا معنويا وماليا هائلا.. ولعل هذه التجربة تكون عبرة للاعبين السعوديين.. لتطوير مستوياتهم والقناعة بما يغرفونه من خزائن الأندية!! * من يرد اعتبار القطري محمد بن همام بعد أن ظهرت براءته أو لنقل لعدم وجود أدلة كافية لإدانته؟!!.. في رأيي المتواضع إنه لا يرد اعتبار ابن همام إلا رفع قضية على السويسري بلاتر ومن ثم كسب هذه القضية فعندها فقط يحق لابن همام التباهي ببراءته مع بقائه في عمله رئيسا للاتحاد الآسيوي.. أما الاستقالة فهي هروب جديد!! * ما يحصل في نادي الاتحاد لا يتمناه أي رياضي باعتبار الاتحاد هو عميد الأندية السعودية.. وسقوطه بهذا الشكل المريع لا يرضي أحدا.. ولعل تكليف إدارة من قبل اتحاد الكرة هو جزء من الحل.. وليحسنوا اختيار الرئيس القادم وليكن الفريق أسعد عبد الكريم مثلا.. كما فعل فقيد الرياضة سمو الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - عندما كلف إدارة عبد الفتاح ناظر - رحمه الله - ومن ثم قام بدعمها وتذليل الصعاب أمامها حتى عاد الاتحاد إلى توهجه المعهود!! * من يصدق أننا نحن السعوديين نعتبر ثالث أكسل شعب في العالم.. فقد حصلنا على المركز الثالث عالميا في الكسل والتكاسل وبالتالي في البدانة والسمنة وتوابعها من الأمراض.. وكم هو حري بنا في هذا الشهر الكريم أن نجاهد النفس على الإقلال من المأكولات الدسمة.. والميل للفواكه والمأكولات الخفيفة.. وممارسة أنواع الرياضة وأقلها المشي.. وتغيير نمط الحياة بحيث نكون أكثر إيجابية في تعاملنا مع شؤون الحياة وشجونها.. وشخصيا يقل وزني بفضل الله تعالى بمعدل ثلاثة كيلوجرامات في كل رمضان - ولله الحمد -!! * اجتذبت تويتر ضمن ما اجتذبت من مشاركيه ومتابعيه (شلة عيال) كانوا لوقت قريب لا يجيدون غير الكتابة على (حيطان) المنازل.. الآن نظفت جدران المنازل واتسخت بعض صفحات تويتر.. والله المستعان!!.. نلقاكم - بإذن الله - . [email protected]