مع الدعوة الصادرة من أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية إلى فرض عقوبات أشد صرامة ضد نظام الحكم في سوريا فإن نظام بشار الأسد يخوض معركة ميؤوس منها داخلياً وخارجيا. كان مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي عقد في باريس قد دعا مجلس الأمن الدولي إلى تبني خطة المبعوث الدولي كوفي عنان ذات النقاط الست للتحول الديمقراطي في سوريا. وكان الأسد قد قبل الخطة لكنه ينتهكها باستمرار ولم تتحقق الهدنة التي تدعو إليها الخطة أبدا ومازالت أعداد الضحايا الأبرياء تتزايد. وحتى الآن قتل أكثر من 16 ألف شخص أغلبهم من المدنيين في سوريا دون أن يبدي النظام الحاكم في دمشق أي شعور بالندم ولا بالأسف لسقوط هؤلاء الضحايا. وكانت المعارضة السورية قد تلقت دعما قويا عندما انشق واحدا من أبرز رجال النظام وهرب من سوريا. فقد انشق العميد مناف طلاس أحد قادة قوات الحرس الجمهوري وهي قوة النخبة في سوريا حيث رفض تنفيذ الأوامر ليقرر ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري احتجازه رهن الإقامة الجبرية في منزله. وقد نجح العميد طلاس في الوصول إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث يعتقد أن الجيش السوري الحر المناوئ لبشار الأسد ساعده في الهروب من سوريا. وكان العميد طلاس قد حظي بتقدير المعارضة السورية عندما رفض تنفيذ أوامر قادة النظام بقطع كل الاتصالات الهاتفية مع مدينة الرستن ذات الأغلبية السنية والتي ينتمي إليها طلاس نفسه. من ناحية أخرى وجهت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون انتقادات حادة خلال اجتماع باريس إلى كل من الصين وروسيا بسبب استمرار دعمهما لنظام البعث الحاكم في دمشق. والحقيقة أنه على كل من بكين وموسكو مراجعة سياساتهما تجاه دمشق. فبكين لها مصالح اقتصادية كبيرة مع دمشق في حين ترتبط روسيا مع سوريا بعلاقات عسكرية حيوية منذ الحقبة السوفيتية. كما أن الدولتان تدركان أن استخدامهما لحق النقض (الفيتو) ضد أي قرار لتشديد العقوبات على سوريا في مجلس الأمن الدولي سيجهض أي محاولة لفرض مثل هذه العقوبات. ولذلك الحل هو أن تدرك الدولتان أنهما تقفان على الجانب الخطأ في مواجهة الشعب السوري الذي هو جزء من الأمة العربية والذي يريد ممارسة حقه المشروع في الديمقراطية وتنفس الهواء النقي في منطقة الشرق الأوسط. افتتاحية (دوون) الباكستانية