المرجع الأول في العالم لخبراء تحليل الخطوط تأليف: كارين كريستين أمند - ماري ستانسبري ترجمة: بدار الفاروق قراءة: حنان بنت عبدالعزيز آل سيف (بنت الأعشى) في الوقت الذي لا نستطيع فيه قراءة ما يجول في عقل الإنسان، فبملاحظة ما يقوم به جسده من حركات نستطيع تفسير كثير من الأشياء وتحليلها والاعتماد عليها كمفاتيح يمكننا من خلالها الوصول إلى التكوين الداخلي السيكولوجي للفرد، كذلك بالإمكان الوصول إلى النمط الفردي السلوكي. ويعتبر الخط من الأساليب الصامتة التي من الممكن أن تعبر عن شخصياتنا، ويكشف خط اليد عن الكثير من أسرار الفرد ومشاعره التي تعتمل في داخله، وتنتاب ذاته بغير وعي منه خاصة حينما يكتب رسالة معينة، أو خبر ما، أو قصة قصيرة خيالية أكانت أم واقعية. إن عملية الكتابة ومهارة الخط من الحركات المعبرة التي تقوم بتمثيل دور المخ وهو مختف خلف القلم الذي تتعاهده وتمسك به يد الكاتب. والعجيب عند دراسة العلماء لعلم الخط ثم سعيهم لتحليله وفك طلاسمه، وحل رموزه، أنهم من خلال أبحاثهم وجدوا أنه لا يمكن أن يتشابه خطان إلى حد التطابق والازدواجية تماماً، هذا وقد قرر خبراء الإحصاء الأمريكيين أن نسبة الاحتمال في تطابق نموذجين مكتوبين تصل نسبتها إلى فقرة واحدة في كل 86 تريليون فقرة، ومن هنا يمكننا داسة وبحث النمو الشخصي الفردي السلوكي عن طريق دراسة عينات متعددة ومختلفة قام بكتابتها في أوقات متباينة على مر السنين والأزمان. ووظيفة هذه العينات أن تقوم بتقديم تاريخ مرئي لأطوار وأنماط النمو الانفعالي الجسدي والعقلي التي مر بها الفرد في حياته عامة، وفي ذاته خاصة. وتعني كلمة (Grop hology) في اللغة (علم دراسة الخطوط) وبما أن هذا العلم عبارة عن مجموعة من المعارف والخبرات التي تزيد وتنمو وتتقدم بشكل مذهل ومستمر فهو لا يعتبر نظاماً ثابتاً أي أنه لا يرتكز على قوانين ثابتة، وقواعد مقننة تحكمه وتوثقه كعلم الحساب على سبيل المثال لا الحصر. ومن هذا المنطلق ليعلم القارىء العزيز أن مهمة هذا الكتاب تقوم على تقديم العناصر الأساسية لعلم دراسة الخطوط. وللناس فيما يعشقون مذاهب حيث تختلف الأهداف التي يقبل الناس من خلالها على دراسة علم الخطوط، ولو تأملنا أهداف الناس ومراميهم من وراء هذه الدراسة لوجدنا لهم أسباباً عدة من أهمها: - فعلماء دراسة أساليب الجريمة يستخدمونه لتتبع أثر الجرائم من ناحية. - ويوجد أناس يستخدمونه من جهة أخرى، وزاوية ذات منحى يكتشفون أسرار حياتهم، ومفاتيح شخصياتهم وشخصيات الآخرين المحيطين بهم. - ويساعد علم دراسة اليد في الوقت الحاضر العلماء والأطباء النفسيين، فالكاتب بدوره وبدون وعي وتنبه يقوم باختيار التشكيلات الحرفية التي تعمل على تصوير ووصف حالته المزاجية عند مزاولة مهنة الكتابة. ومن الجدير بالذكر في هذا المقام هو أن علم دراسة الخطوط لا يخلو من أخطاء تنتابه، وشوائب تخالطه، غير أنه يدين بالكثير الكثير إلى عدد من الباحثين الأكاديميين الذين يرون من خلال تفرسهم ونظرتهم البعيدة أن يضم هذا العلم الفريد إلى أنظمة الجامعات والمعاهد الأمريكية وهذه خطوة تحتاج إلى الكثير من الاحترام والتقدير. ومن نافلة القول الجميلة التنويه بأن علم دراسة الخطوط قد أصبح جزءاً هاماً من المناهج التي يتم تدريسها في أقسام علم النفس، والتي تنظم تحت أفق الجامعات المختلفة في كل من فرنسا وألمانيا وسويسرا، وتحديداً بدأ تدريسه والبحث عن أسراره منذ نهاية القرن التاسع عشر. ومن خلال ما سبق تتجلى لنا وظيفة الخط وهي تتبع الأفعال، ورصد السلوكيات الصادرة عن الفرد على مدار مراحل حياته المختلفة، كما أنه بحق يعد تعبيراً حركياً ملموساً لحالته الجسدية والنفسية والانفعالية والعقلية. ويسعى الشخص الذي يتميز بالتوازن ويتسم بالهدوء إلى محاولة إيجاد نوع من التناسق والتناغم بين أفعاله وتصرفاته وردودها في البيئة المحيطة به، فإذا برز ونجح وتألق في هذه الميزة، انعكس ذلك على كتابته وخطه في صورة عالية من التآلف والإجادة والتنسيق الكتابي الذي يمثله ويعتمد عليه، وتعمل الأبعاد الثلاثة التالية: (الارتفاع - العرض - العمق) مع بعضها البعض في انسجام وتكامل تام وواضح للعيان خذ مثالاً -أيها القارىء العزيز- من حرف (i) الإنجليزي وكيفية وضع النقطة فوقه بطريقة منظمة، فإن هذا يلمح ويشير إلى تمتع كاتبه بمقدرة عقلية، ويقظة عاليتينن، كما أنه كلما كان حجم الخط صغيراً ومتناسقاً ومرتباً دل ذلك على سمات كاتبه ومميزاته من حيث الالتزام وإتقان وإجادة العمل الذي يقوم به على الوجه الأكمل، والشكل الأمثل، وأما الأشخاص الذين يتمتعون بخصائص نفيسة أصيلة، ونسق كتابي متميز فهم ممن يتسمون بالذكاء والعبقرية ويعتبر العالم الشهير (ألبرت أينشتاين) من هذه الفئة العبقرية المبدعة. ومن ثوابت معالم علم دراسة الخطوط هو أن التأرجح في أحجام الحروف بمثابة مفتاح نستطيع من خلاله تحديد مدى استقرار وثبات وتوازن الحالة المزاجية للشخص، ويعتبر المزج بين الحروف الكبيرة والصغيرة في الكلمة الواحدة أو السطر الواحد، من علامات تقلب المزاج بشكل حاد، مما يوحي ويؤكد أن الشخص الكاتب يجد صعوبة في فهم الآخرين والتعايش والتكيف معهم. كما تدلنا درجة القوة التي يتم بها الضغط على الحروف على مقدار الطاقة التي يمتلكها الشخص لتأدية وظائفه وقيامه بأعمال مختلفة يحقق من خلالها أهدافه ومراميه، فالضغط بمثابة مقدار من الطاقة يصب في الاتجاه الخارجي لمقاومة البيئة المحيطة بصاحبها، فهذه الذات التي تصب في الخارج هي قوة الذات نفسها، كما يظهر هذا واضحاً في الخطوط التي تتسم بهذه الميزة. وتعتبر طريقة انقباض عضلات اليد في أثناء الكتابة ميزة من ميزات تمتع الإنسان بقوة الإرادة ورباطة الجأش، وهذه الخصائص هي من السمات الفطرية في ذاتية الإنسان. كما يعمل ميل الكتابة على تحديد التعبير الإنفعالي والنمو الاجتماعي عند الفرد. 1- القدرة التحليلية الاستقلالية. 2- الانبساط والانفتاح على الآخرين والحرية في التعبير عن المشاعر والانفعالات. 3- الاتسام بالعطف والود ورقة الشعور. 4- التعصب عدم الإحساس بالمسؤولية، الميل الشديد إلى التعبير الانفعالي. 5- التحفظ، الأنانية - الحذر. 6- الوعي بالذات، التمرد الداخلي. 7- الكبت الانفعالي، التستر، الانطواء. وعندما يقوم أحد الأشخاص الذين يعتمدون في كتابتهم على يدهم اليمنى بتحريك ذراعه بعيداً عن جسمه أثناء الكتابة، فإنها تتحرك ناحية اليمين، وهذا هو عين الاتجاه الذي يعتمد عليه الشخص في التعامل مع البيئة المحيطة به، فعند قيام الشخص بعملية النسخ والكتابة يتراوح ميل اليد التي تتحرك بصورة طبيعية بين 35 و 40 درجة ناحية اليمين، وإذا كان الشخص الذي يقوم بعملية الكتابة ممن يعتمدون في كتابتهم على يدهم اليمنى، ومع ذلك تميل الحروف في كتاباتهم إلى الجانب الأيسر، فيفسر هذا في علم تحليل الخطوط بأنه تعبير عن تحاشي هذا الشخص للتركيز على ذاته ونفسيته التي يتميز بها. ويمكننا استخدام الشخص لحجم معين من الحروف من الاستدلال على شخصيته وأفعاله، فالخط يعتبر دليلاً على الكيفية التي يؤثر بها الشخص في البيئة المحيطة به: ) نستدل من الأحجام الكبيرة للحروف على رغبة هذا الشخص في التعبير عن نفسه وفي الحصول على تقدير الآخرين، بحيث يكون هذا الإنسان شخصاً معروفاً بين الناس، ومثل هذا النوع من الناس يستمتع بجذب انتباه الآخرين والفوز بإعجابهم، ويستطيع هؤلاء الأشخاص التصرف بقدر كبير من الجرأة والحماس والتفاؤل، لكنهم يميلون إلى الفخر هذا إلى جانب المعاناة من الاضطراب مع الحاجة الشديدة للتركيز والانضباط. هيلين كيلر - إحدى الكفيفات التي أصبحت فيما بعد من الشخصيات الأمريكية البارزة. ونستدل من الحروف الصغيرة على الميل والتفكير العميق والتأمل، وهو شخص لا يستطيع التواصل الاجتماعي مع المحيطين به فيما عدا الأصدقاء المقربين، ويتميز هذا النوع من الأشخاص بالتفكير الأكاديمي كما يستطيعون التركيز لفترات طويلة جداً من الوقت، سواء في دراساتهم أو مشروعاتهم، وهم يتسمون بسمة التواضع إلا أن الأمر يصل بهم في بعض الأحيان إلى الشعور بالنقص، وهم يمتلكون ملكات عقلية دقيقة تستطيع أن تلم بكل التفاصيل والجزئيات، كما يميلون إلى النظام، الأمر الذي يمنحهم قدرات قادرة على التنفيذ الجيد الفذ الفريد. ويثير الدهشة في هذا المقام أن هناك عدداً من أصحاب الخطوط الصغيرة لا يميلون إلى العزلة والانكماش. ومن هنا نجد أن حجم الخط يرينا بوضوح المشاعر الباطنية الداخلية غير الواعية عند الفرد في علاقاته مع الآخرين. تعتبر المسافات التي يتركها الكاتب بين سطور الورقة التي يكتب فيها دليلاً على ما يتمتع به تفكيره من النظام والتوازن والوضوح والدقة، كما تفيدنا أيضاً في معرفة رغبة هذا الشخص الكاتب في التواصل مع عالمه الخارجي، وبيئته التي تحتويه، ويتميز الشخص الذي يعتمد على مسافات معتدلة بين السطور بالمرونة والتوافق الشخصي والنضج الانفعالي، وكلما كانت كلمات السطر مزدوجة ومتشابكة مع بعضها البعض الآخر، أو كان السطر نفسه متشابكاً مع السطر الذي يعلوه أو يقع أسفل منه، كلما كان هذا من الأدلة الواضحة على تبلبل الأفكار العقلية، والمشاعر النفسية، والانفعالات الذاتية، غير أن الضغط الداخلي الذي يشعر به الكاتب من هذا النوع ينتج ردود أفعال انفعالية تجعل الإنسان من هذا القبيل في حاجة ماسة للتعبير عن نفسه بطرق عدة كأن يتفوه بالكلمات، أو يتصرف بالأفعال، أو يقوم بعمل المشروعات، وأما سمات هذه الفئة من الناس فهي الحيوية والقوة والقدرة على الإبداع في معظم الأحوال والأحيان، ومن جانب آخر فقد يعاني إنسان هذا النوع من الكتابة من انعدام تحديد الأهداف، بل ووضوحها أيضاً، وبما أن الأفكار مشوشة وقلقة ومضطربة فهو يعاني من ضعف عام في تركيزه الذهني، ونباهته الفكرية. (نموذج لمسافات متساية بين سطور الورقة) (نموذج لمسافات مشوشة وغير دقيقة بين سطور الورقة) هذا ويقصد الشخص الذي يقوم بعمل مسافات كبيرة بين السطور عزل نفسه عن البيئة المحيطة به اجتماعياً ونفسياً، ويشب هذا الإنسان على الخوف من إقامة علاقات حميمة مع مجتمعه الذي يحتويه ويضمه بين جنبيه، وقد يبني هذا الإنسان لنفسه عالماً من الخيال البديع الرفيع بشرط أن يعيش فيه وحده وبمعزل عن الآخرين، وأحياناً يخفي الشخص من هذا النوع في سريرته بعض مشاعر الشك والعداوة تجاه المحيطين به، مما يفقده صفة الثقة بالناس، وأيضاً تعتبر المسافات الكبيرة بين السطور دليلاً على البذخ والإسراف، كما يعتبر ازدحام الخطوط وتشابكها دليلاً على الفاقة والبخل والشح. وأما الاستقامة في الكتابة والالتزام بالأسطر الرئيسة فهو يشير إلى ظاهرة الانضباط الأخلاقي، حيث يعمل السطر الرئيسي هنا كوسيط بين المطالب العزيزية والدوافع غير الواعية نحو الشعور بالأمن والأمان في المساحة السفلية من الورقة، والميل إلى المتطلبات الاجتماعية والحياة اليومية فيتمثل في المساحة الوسطى من الورقة، وأخيراً فالتوقعات المثالية والخيال والروحانية والذكاء فيميزه المساحة العلوية من الورقة التي كتبت عليها الكلمات والجمل، ولنأخذ مثالاً على هذا، يتمثل في طريقة رسم الكلمات التالية على السطر، ومدى التزام كاتبها بالاستقامة والنظام والدقة والتوازن. - الاعتماد على الغير، الاستقامة - اللامبالاة، تغير الحالة المزاجية.. - التشوش الأخلاقي.. - الجمود، الخوف من فقد القدرة على التحكم في النفس.. إذاً مدى ميل السطر يدل على الحالة النفسية لدى الفرد، وهي المتمثلة في خمسة أنماط مدروسة من قبل علماء دراسة علم الخط، ومثال ذلك: 1- الاضطراب، الهوس، خفة الظل، البعد عن الواقعية. 2- الطموح، التفاؤل، النشاط. 3- ضبط النفس والثبات. 4- الحزن والحساسية الشديدة والاكتئاب. 5- الشعور باليأس والحزن. وعلينا حينما نقوم بتقويم الخط النظر إلى نواحٍ متعددة تنحصر في جوانب ثلاثة وهي التالية: الكثافة أو العمق: يعتبر هذا الجانب أحد عوامل القوة التي تدلنا على مقدار الطاقة المتاحة لدى الفرد للقيام بالعمل أو لتحقيق بعض الأهداف التي يصبو من خلالها الشخص إلى تحقيق طموحاته وأحلامه وآماله على صلب أرض الواقع الذي يقف عليه ويتشبث بأهدابه. عرض الخطوط الكتابية: من هنا نستطيع أن نعرف كيف يقوم الشخص الذي يكتب الكلمات ويرسم الحروف بترجمة طاقاته الكامنة والمخزونة إلى ردود أفعال من خلال سمك الخط أو الرقة النسبية للخطوط المرسومة والتي من خلالها نستطيع أيضاً التعرف على الحروف المؤلفة للكلمات والجمل. ثخانة الخطوط الكتابية: تعتبر الثخانة أو الحدة النسبية لرسم الحروف من خلال استخدام الحبر من أهم العوامل في معرفة مدى ميل الإنسان إلى الجانب الروحاني أو الحسي. وإليك عزيزي القارئ بنماذج لشخصيات بارزة نبغت في فنون روحانية أو علوم حسية. (إسحاق نيوتين - عالم إنجليزي من علماء الرياضة والفلسفة الطبيعية) ( توماس إديسون - مخترع) (روبرت براونينج - شاعر) وأخيراً فمن الطبيعي جداً أن يأخذ الفرد وقتاً طويلاً في بحثه للعديد من النماذج المكتوبة حتى يستطيع أن يحكم بنجاح على مدى جودة الإيقاع والنسق والرسم الكتابي الذي تتسم به العينة المكتوبة، ففي بعض الأحايين يكون حكم الفرد منطلقاً من الحس والمنحى الجمالي، وأحياناً يتأثر الإنسان بقيم ومبادئ يؤمن بها ويعتنقها، وهناك أفراد يصدرون الأحكام الإيجابية والجيدة على أي نسق تقليدي كتابي، وهنا من يتلمس التشكيلات الحرفية ذات الصباحة والأصالة والجمال، غير أن أغلب خبراء الخط يميلون إلى تقدير وتقويم الخطوط البعيدة كل البعد عن التكلف والتصنع المفتعل، كما أنهم ينتظرون بعين الشك والريبة إلى تلك النماذج المكتوبة التي تخلط وتمزج بين عناصر علم دراسة الخطوط، وبإمكاننا أن ننظر إلى خطوط الأيدي المنظمة، والتي يميزها الإيقاع البعيد عن الإغراق في التصنع، والإيغال في التكلف. وهنا نأتي بنماذج خطية مبتكرة لشخصيات عبقرية دأبت على ابتداع نماذج مكتوبة تتسم بإيقاع معين، ونسق خاص، وهذا الأمر بعينه هو الذي جعلهم يفوقون غيرهم، ويتميزون عن أقرانهم، وندلل على هذا برجلين عبقريين هما بتهوفن وتولستوي. (لودويج فون بتهوفن) (ليو تولستوي) عنوان المراسلة ص.ب 54753 - الرياض 11524 فاكس 2177739 البريد الإلكتروني hanan.al [email protected]