زاوية الأسبوع الماضي المتعلقة بالتحكيم في الفنون التشكيلية أثارت كثيراً من ردود الفعل التي استقبلناها عبر الإيميل أو الجوال (رسائل واتصالات) جميعها لتشكيليين وتشكيليات من مختلف المناطق، تؤيد ما جاء في الزاوية وتضيف الكثير من المواقف والشواهد على سوء التحكيم في المسابقات التشكيلية. لقد خرجت من تلك الاتصالات والرسائل بأفكار كثيرة للزاوية قد تغطي أشهر عدة مجملها يدور حول التحكيم وأخطائه وما يدور خلف الكواليس من مواقف وضغوط وتدخلات وإحراجات للمحكمين، كشفها بعض من حكموا في فترات سابقة، رأوا مواقف وشواهد تؤكد ما أشرنا إليه من مؤثرات وتوصيات و.. وساطات، دون علم الكثير وفي مقدمتهم المسئولين عن الفنون التشكيلية (المختصين في تطويرها وإداراتها) وليس (الكمبارس) بأن للتحكيم التأثير الكبير على مسار الساحة بين الأخذ بها إلى المستوى الحقيقي لها، وبين الخلط المؤدي إلى انحطاطها وإبقائها في مستوى متدن متراجع تدور به حول نفسها . ومن المؤسف أن نكتشف من خلال بعض أعضاء تلك اللجان ما يعيشونه لحظة منح الجوائز.. كيف ولمن.. دون وعي بما آل إليه اختيار هذا العمل وغيره على مستوى الساحة حينما تعلن النتائج، وما سيصل به هذا الاختيار من تبعية عمياء لمن يقوم على تنظيم معارض تمثل هذا الفن (في الداخل) أو تمثل الوطن في (الخارج) لاعتمادهم على فوز هذا الفنان وذاك في تلك المسابقات وبتحكيم من أسماء يعتقد هؤلاء المنظمين بأن تلك اللجان بناء على شهرة أعضائها (الإعلامية فقط)، كانت منصفة أو أن اختيارها موفق . لقد كان من بين المقترحات في تلك الرسائل أو الاتصالات ما يحل المشكلة، ومنها أن يستفاد من التقنيات الحديثة في التواصل مع الآخر، باختيار لجان لتحكيم المسابقات (طبعا الرسمية التي يعتمد في بناء الساحة على نتائجها) من خارج الوطن وإرسال صور اللوحات لهم عبر الإيميل، بشرط أن لا يعلم أي طرف في الداخل بتلك اللجان، لنبعد الشك في التأثير على أعضائها ولعدم معرفتهم بالمشاركين، على أن يسبق هذا الإجراء اختيار حقيقي من قبل المسئول عن المسابقة لمستوى الأعمال المراد تحكيمها بعيد عن العاطفة أو التحيز أو تقديم رأي شخصي على أمانة العمل. أما المقترح الأكثر تأييدا فهو في أن يتم إقامة ندوة بعد افتتاح المعرض يقدم فيها أعضاء لجنة التحكيم تفاصيل آلية تحكيم الأعمال واستعراض القيم الفنية والموضوعية التي بني عليها اختيار تلك الأعمال. هذا التحرك والتفاعل مع قضية التحكيم لم يسبقها كثافة أو متابعة لأي موضوع سبق طرحه ما يدل على أهمية اختيار لجان التحكيم وتقييم المسابقات التي أصبحت تنتشر وتسجل حضوراً في كل منطقة ومدينة دون أي رقابة أو فهم ممن يقوم عليها كما أشرنا فأصبحت عبئا على الساحة ومصدر (غش) من خلال الزج بالنطيحة والمتردية من هواة الفن التشكيلي، الذين أصبحوا بتلك المسابقات فنانين، مع ما منحوا بها من فرص التدريب في ورش تشكيلية. (الأسبوع القادم مسابقة لوحة المليون) [email protected]