قبل أن أبدا مقال هذا الأسبوع المتعلق بترشيد استهلاك الطاقة خلال شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا و عليكم, أود أن أنتهز هذه الفرصة الكريمة لرفع آيات التبريكات بحلول هذا الشهر الكريم لمقام خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- و مقام ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- و الأسرة المالكة الكريمة و الحكومة الرشيدة و الشعب السعودي الأبي و كافة منسوبي جريدة «الجزيرة» الأعزاء داعيا الله المولى القدير على أن يعيده علينا و على الأمة الإسلامية باليمن و البركات وبلادنا محفوظة بحفظ الله ثم بفضل رجالاتها من كل شر داخلي و خارجي. نرجع لموضوع هذا الأسبوع المتعلق بارتفاع استهلاك الطاقة بشتى أنواعها خاصة الطاقة الكهربائية و وقود السيارات خلال شهر رمضان المبارك حيث يتم استنفار جميع طواقم شركات الكهرباء و معامل تكرير البترول لتوفير زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية و البنزين و الديزل. الملاحظ أن جميع القطاعات بدون استثناء بما فيها قطاع السكن و قطاع العبادة و قطاع السفر و القطاعات الصناعية خاصة قطاع صناعة الأغذية يرتفع استهلاكه للكهرباء خلال الشهر المبارك بالمقارنة بالأشهر الأخرى. يتفق الجميع على أن الطاقة ثروة وطنية يجب المحافظة عليها من خلال وضع خطة وطنية شاملة تحتوي على أهداف قريبة و متوسطة و بعيدة المدى يمكن تحقيقها على أرض الواقع و تركز على القطاعات الأكثر استخداماً للطاقة كقطاع المواصلات و قطاع توليد الكهرباء و قطاع الصناعة و قطاع تحلية المياه، و تشمل كذلك على خطة متكاملة لترشيد استهلاك الطاقة في هذه القطاعات خلال السنة و قطاع العبادة و القطاع السكني خاصة في رمضان. وإن كان مطلب ترشيد استهلاك الطاقة في الأيام العادية مطلوب و مستحب، فهو قد يكون نوعا من أنواع العبادة التي يثاب فاعلها خاصة خلال شهر رمضان لعدم الإسراف و عدم هدر هذه الطاقة الثمينة الناضبة و المحافظة عليها للأجيال القادمة، و الحد من ظاهرة استيراد البنزين غير المنطقية و غير مقبولة في بلد يحتوي على أكبر احتياطي بترولي و أكبر مصدر للبترول. تشير بعض التقارير إلى أن استخدامات الطاقة في المجتمع السعودي ارتفعت بأكثر من 30% في الخمس سنوات الماضية, بمعدل أكبر من النمو الاقتصادي و النمو السكاني في تلك الفترة مما يدل على وجود الكثير من سوء الاستخدام و انخفاض كفاءة توليد واستخدام الطاقة. للأسف ترتفع هذه النسبة خلال الشهر الكريم الذي يصادف هذه السنة أكثر شهور السنة حرارة. فعملية ضبط سلوك المواطنين في استهلاك الكهرباء والعمل على ترشيد الطاقة وتقليل الهدر الناتج عن الاستخدام السيئ لأجهزة التكييف المركزية في هذا الشهر الكريم ضروري جداُ. كذلك استغلال التلفاز في وقت الذروة لزرع مبدأ ثقافة ترشيد الطاقة و ترشيد استهلاك البنزين. و ختاماً، فإنه يجب بيان أن ترشيد وتحسين استهلاك كفاءة الطاقة مسئولية المجتمع ككل فيجب على الجميع العمل يداً بيد للحد من الهدر و الإسراف ابتداءً بهذا الشهر الكريم الذي يعلمنا ليس فقط الترشيد في كميات الأكل و الشرب بل و حتى في كميات الطاقة المستهلكة. www.saudienergy.net