قد تتشابه نهايات بعض الأسماء في ظاهرها؛ ولكنها ليست سواء عند التأمل في أصلها؛ إذ قد تكون النون لامًا للاسم كما في (فنّان) فجذره [ف-ن-ن] وهو على وزن (فَعّال)، وتقول عند النسب إليه: فَنّانيّ. وقد تكون الألف والنون في بعض الأسماء زائدتين لازمتين فليستا للتثنية، وهما تدلان على المبالغة في الاتصاف بالمعنى الذي يمثله الجذر، قال الزركشي: «أما (فَعْلان) فهو أبلغ من (فَعيل)، ومن ثمّ قيل: الرحمن أبلغ من الرحيم -وإن كانت صيغة (فَعيل)- من جهة أن (فَعْلان) من أبنية المبالغة؛ كغضبان للممتلئ غضبًا» (البرهان، 2: 502)، ومثال ذلك (سُليمان) على وزن (فُعيلان)، تقول عند النسب إليه: سُليمانيّ. وقد تدل (الألف والنون) في بعض الأسماء على كون المسمى ذا صفة، قال أبوعبيدة: «الرحمن مجازه ذو الرحمة» (مجاز القرآن،1: 21). وتقول عند النسب إلى الرحمن: الرحمانيّ، وقد تزاد الألف والنون عند النسب قبل الياء، فينسب إلى (لحية) و(شعر) تنبيهًا إلى طولهما، قال المبرد: «وذلك قولك في الرجل تنسبه إلى أنه طويل اللحية: لحيانيّ، وفي طويل الجمّة: جمّانيّ، وفي طويل الرقبة: رقبانيّ، وفي كثير الشعر: شعرانيّ؛ فإنما زدت لما أخبرتك به من المعنى» (المقتضب، 3: 144)، وعدّ الحريري من ذلك: روحانيّ وربّانيّ، وصيدلانيّ (درة الغوّاص 1: 100)، ولعل طلب زيادة في المعنى يختلف بها المنسوب عن الأصل اقتضى زيادة يختلف بها عن المنسوب إلى المجرد: روحيّ، وربّيّ، وصيدليّ. جاء في المعجم الوسيط: «الصيدلاني من يُعد الأدوية ويبيعها والعالِم بخواص الأدوية». وأما مثل (صنعانيّ) فأمره مختلف، قال ابن سيده في المحكم عن صنعاء: «والإضافة إليه [النسب]: (صنعانيّ) على غير قياس، النون فيه بدل من الهمزة في (صنعاء) حكاه سيبويه»، ومن النحويين من جعلها بدلاً من الواو التي هي بدل من الهمزة، قال ابن جنّي: «ومن حذّاق أصحابنا من يذهب إلى أن النون في صنعاني وبهراني إنما هي بدل من الواو التي تبدل من همزة التأنيث في النسب، وأن الأصل صنعاويّ وبهراويّ» (سرّ صناعة الإعراب، 441)، والذي أراه أدنى إلى الصواب أنّ النسب ليس إلى (صنعاء) الممدود بل هو إلى (صنعا) المقصور، كما تنسب إلى طنطا فتقول: طنطاويّ؛ لأنّ المقصور أصل للممدود، فتجد أنّ صحرى أصل صحراء، فهذه الأسماء المقصورة حين أثّر النبر في نطق مقطعها الثاني مطلت الألف منها بعض المطل، فاقتضت المحافظة على كميته الصوتية أن يقفل بالوقفة التي تسمع همزة، وأما النون في (صنعانيّ) فليست إلا نون الوقاية أقحمت لتحول بين الألف (الفتحة الطويلة) في (صنعا) والكسرة قبل ياء النسب، وكذلك الواو في صنعاويّ مثلها هي واو الوقاية. وهذا شأن الممدود المنتهي بهمزة يعامل معاملة المنتهي بتاء التأنيث، وزيادات التثنية، وجمعي السلامة، فكلها تحذف للنسب (فاطمة- فاطميّ، جبلان- جبليّ، عاملون- عامليّ، عاملات- عامليّ)، فكذلك (صحراء- صحرا- صحراويّ)، ولا يجب بقاء الهمزة إلا إن كانت جذرًا، كما في (قراء) تنسب إليها: قرائيّ.