لست بصدد المقارنة بين نجمي الكورة السعودية سامي الجابر وماجد عبد الله وما قدماه لمنتخب بلادهما أو لنادييهما أو الغوص والتنقيب في مزايا كل واحد منهما؛ لأنَّ كلاهما له مميزات وإنجازات يفتخر ويفاخر بها.. فإذا سامي يفتخر في مشاركاته الأربع المونديالية ومساهماته في تأهل منتخب بلاده لها وأهدافه الثلاثة فيها التي أهّلته ليكون اسمه ضمن الأساطير العالميّة فإن ماجد يفاخر بعدد أهدافه التي سجلها في المسابقات المحليّة والمباريات الدولية الودية.. وإذا ماجد شعر بالسعادة وهو يرى سيرته وضعت في المناهج التَّعليمية حتَّى وإن كانت من دون مبررات منطقية فإن سامي عاش لحظات الفرح الحقيقية وهو يسهم في فوز دولة قطر الشقيقة في تنظيم مونديال 2024 مع بقية اللجان القطرية.. ولكن إذا ماجد يجد الدعم من بعض القنوات الإعلامية المحليّة والمجاملة من الجهات الرسمية الداخلية فإن سامي وجد كل الاحترام والتقدير من الهيئات العالميّة والمشاركة في تحليل البطولات الدولية والأوروبية بعد أن لقي الجحود والنكران والتهكم من بعض الشخصيات الرسمية والمنابر الإعلامية المحليّة وهذا الذي أنا بصدد الحديث عنه.. فقد كان التعامل الرسمي والتناول الإعلامي مع ما حققاه سامي وماجد من إنجازات وألقاب ومساهمات دولية وشرفية محليّة والتعاطي معها بمكيالين بكلِّ أسف وحرقة!!.. ففي الوقت الذي أعلن فيه سامي عن خطوته القادمة في الالتحاق بنادي أوكسير الفرنسي لينضم للجهاز التدريبي ظهرت أصوات تشكك وتتهكم في هذه الخطوة، بل وأعطيت مساحات كبيرة في بعض البرامج الرياضية للمتأزمين من نجاحات سامي للتقليل والسخرية من وجهة سامي المقبلة، بينما فتحت القنوات الفضائية ذراعيها للاحتفال بماجد وبشكل مبالغ فيه عندما عدّوا وضع سيرته في المناهج إنجازًا!!.. وحتى بعد توقيع العقد الرسمي بين سامي ومسئولي نادي أوكسير الفرنسي تم تجاهل هذا الحدث غير الطّبيعي على مستوى الرياضة السعودية حتَّى من المسئولين عنها ولم يكلف نفسه واحد منهم بالاتصال على سامي لا أقول لتهنئته، بل على الأقل للشد من أزره ومباركة ودعم خطوته الفريدة من نوعها.. كما حصل مع ماجد عندما تم دعمه وترشيحه من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم ليكون عضوًا في لجنة كرة القدم في الاتحاد الدولي الفيفا في وقت سابق وهو امتدادٌ للدعم والوقفة القوية التي قام بها الاتحاد السعودي في فترة سابقة مع نادي النصر في ترشيحه للمشارة في بطولة أندية العالم الأولى التجريبية وهو دعم ومساندة مقدر ومشكور لو كان مع جميع أندية ونجوم الوطن!!.. على كلّ حال لن تعود رياضتنا لوضعها الطّبيعي ونحن نتباكى على الأطلال ونجامل الماضي ونتجاهل طموح وهمّة من بإمكانهم صناعة الحاضر والإعداد للمستقبل أمثال سامي بن عبد الله الجابر وخصوصًا أن لديه أفقًا واسعًا وتجارب ثريّة من خلال الاحتكاك والالتصاق بالمدرّبين والمحللين العالميين في البطولات الدولية والأوروبية حتَّى استطاع أن يطوّر من نفسه وينمي موهبته التدريبية ليكون أول مدرّب سعودي محترف يدرب في أوروبا شاء ما شاء وأبى من أبى وتحت أي مسمى. البيئة الهلالية الطاردة بث المركز الإعلامي في نادي الهلال خبرًا ربَّما يكون عاديًا في نظر البعض وخصوصًا الهلاليين لأنّهم اعتادوا على مثله وفي كلِّ زيارة لفريقهم لدولة خارجية ألا وهو زيارة لاعب الهلال السابق أسامة هوساوي لمعسكر الفريق الأولمبي الهلالي في النمسا.. فهذه الزيارة من هوساوي قام بها الكثير من اللاعبين والمدرّبين الذين سبقوا ولعبوا أو عملوا في الهلال وخروج منه بذكريات طيبة تعكس مدى حسن التعامل والأجواء النقية والبيئة الجيدة التي وجدوها في الهلال.. وهي تدحض كل الأقاويل والأخبار التي حاول بعض المتأزمين إلصاقها في الهلال بعد أن لطخت سمعة أنديتهم شكاوى المدرّبين وتذمر اللاعبين وكثرة القضايا التي رفعت على أنديتهم في الداخل والخارج.. إن تلك الأندية التي امتلأت سجلاتها بالشكاوى والقضايا المرفوعة ضدها وملت وسائل الإعلام من مناقشة هضم حقوق لاعبيها هي دائمًا ما تستخدم القنوات الفضائية والبرامج الحوارية لتحسين صورتها ونفى التهم عنها بمساعدة وتواطأ بعض العاملين على تلك القنوات بعكس الهلاليين الذين بالرغم من كثرة التهم الباطلة ضدهم فإنهم يدعون المواقف الواقعة الحقيقة على أرض الواقع هي من تدافع عنهم وتبرئ ساحتهم التي أحدها زيارة أسامة هوساوي للمعسكر الهلالي ليكشف زيف وبطلان ادعاء بيئة الهلال الطاردة. نقاط سريعة: ** الأخبار الواردة عن التحركات الإدارية الهلالية فيما يخص اللاعبين الأجانب ينبئ عن صفقات مفيدة (فنيًا) للفريق وهذا تصحيح لخطأ سابق كان التركيز فيه على المفيد (استثماريًا) وهذا يحسب للإدارة الهلالية حتَّى وان تأخرت في تغيير قناعتها. ** كل الشكر لبرنامج صدى الملاعب وقناة الجزيرة الرياضية على المهنية العالية في تغطية توقيع عقد سامي التدريبي مع نادي أوكسير الفرنسي وأما القناة الرياضية السعودية فيبدو أن مقولة قناة الوطن لكل أندية الوطن فقد أصبح شعارًا على الورق فقط يحضر ويغيب حسب الألوان!!. ** في الوقت الذي تتراجع الرياضية السعودية إلى ما بعد المئة بين المنتخبات ويعجز المنتخب الأول للوصول للمباراة النهائية في البطولة العربية جاء خبر توقيع سامي مع أوكسير الفرنسي كالبلسم الشافي ليداوي بعض الجراح ويرفع نوعًا ما من معنوياتنا ومن غير سامي يفعله. ** بينما الهلال لم ينه التعاقد مع لاعبيه الأجانب والشباب تلخبطت أوراقه بإصابة لاعبه عبد الله الاسطا والاتحاد أصبح حالة يرثى له بسبب الصراعات الداخلية والديون المتراكمة والأهلي اصطدم بابتزاز ومساومة لاعبه فيكتور فإنه يحسب لأندية الوسط إنهاء تعاقداتها واستقرار وضعها وربما تحدث المفاجأة في الدوري. [email protected] -- [email protected] للتواصل عبر التويتر: SulimanAljuilan