اطلعت على عدد الجزيرة 14520 ليوم السبت الموافق 10-8-1433ه على مقال للأخ خالد بن سليمان الركبان بعنوان «أمن الطرق والسرعات الجنونية» وركز الكاتب في مقاله على السرعة داخل المدن وأن الحوادث خفت بعد تطبيق نظام «ساهر». وأود أن أوضح أن متابعة السير والسرعة وخلافها داخل المدن ليست من مسؤولية أمن الطرق وإنما هي من مسؤولية المرور، أما إذا كان الحديث عن أمن الطرق خارج المدن فهذا الحديث سأتناوله بعجالة، فهذا المرفق المهم «الأمن» هو الركيزة الأساسية في حياة الإنسان. إن الهدف الأساسي من إنشاء أمن الطرق هو متابعة المخالفين سواء في القيادة أو في حمل الأشياء الممنوعة أو تطبيق الأنظمة في القيادة ومنها السرعة طبعاً بيد أن أمن الطرق لا زال وجوده على الطرق محدوداً، وإذا وجد فهو يتابع السرعة فقط بنظام الرادار وفي أوقات معروفة يعرفها غالبية السائقين، بل والأماكن التي يوجدون فيها كذلك. إنني ارتاد الطرق السريعة بصفة دائمة وتحديداً في بدايات النهار، وصدقوني إنني لا أشاهد أمن الطرق إلا نادراً في هذا الوقت تحديداً وأحياناً ربما في نقاط التفتيش الدائمة، والجناة والسائقون والمخالفون يعرفون بالدقة تلك الأوقات التي يقل فيها العاملون في أمن الطرق ويقومون بمخالفاتهم الكثيرة. إن الأمن أهميته كبيرة على مدار الأربع والعشرين ساعة في الصباح والمساء وفي منتصف وآخر الليل وأن يكون أمن الطرق ذا يقظة عالية في كل لحظة ودقيقة حتى نقطع على الجناة تخطيطاتهم، ثم إنني هنا أتساءل عن عدم إيقاف قائدي الشاحنات ومساءلتهم أثناء مرورهم عبر نقاط التفتيش، فهل هم يا ترى منزهون عن الخطأ والتهاون؟ وهل كلهم يحمل رخصة قيادة عامة وإقامة نظامية يا ترى؟ أما الحديث عن أم الحوادث و»فحص الشاحنات» وهي أم الحوادث داخل المدن وخارجها وعلى الطرقات وهي الشاحنات وهنا نحن ننفرد. فانظروا إلى تلك السموم التي تنفثها عوادمها أثناء السير أو الوقوف وعدم رفع العوادم تلك إلى الأعلى، ثم الأنوار المختلفة من الأمام والخلف وهل تلك الإضاءات تعمل. إن بعض الشاحنات تسير بدون إضاءة من الخلف وهذا شيء متكرر ولا مجال للدهشة، فمن أراد أن يتأكد فليتابع الشاحنات في الطرق وهي تسير ليلاً بدون إضاءة وما يماثلها من المعدات الثقيلة من شيولات وخلافها تسير في شوارعنا الرئيسة ليلاً ونهاراً دونما التقيد بأدنى الأنظمة، كما أنها تسير بسرعات جنونية هائلة وتسابق السيارات الصغيرة مع وجود التأكيد أن لها السير في الجهة اليمنى فقط. إن متابعة أم الحوادث «الشاحنات» متابعة دقيقة في كل شيء؛ في تجهيزاتها المختلفة وصلاحياتها للسير وإضاءتها من جميع الجهات ومتابعة قائدها من نظاميته في كل شيء ثم الأهم من ذلك كله متابعتها في التقيد بأصول السلامة ونظامية السير على الطريق عبر السرعة المحددة حتى نقلل - بمشيئة الله سبحانه - الحوادث المتكررة التي راح ضحيتها عدد كبير من الناس. د. صالح بن عبدالله الحمد - الزلفي