فيما مضى من الأيام القليلة كانت مشاعر الحزن والحسرة واللوعة تسود أجواء العزاء في فقيد غالٍ بكته العيون وناحت عليه القلوب وفجع رحيله كل من عرفه وسمع به أو جلس إليه ولو للحظات كون من غادرنا إلى العالم الآخر رجل مليء بصفات الخير والبر والفضائل والسجايا العظيمة، فقد شاركنا في الحزن عليه أرامل ويتامى ومن أصحاب العوز والحاجة الذين طالتهم أياديه البيضاء وسخائه وعطائه الذي كان يحرص على إخفائه.إنه العميد متقاعد شعيان بن زيادة العضيلة رجل الخير والبر والتقوى الذي ترك لأحبته بصماته الخالدة وأضاء لهم طرق الخير ليهتدوا إليها فتقيدوا ويقتفون أثره ويفعلوا ما فعل من أعمال جليلة، فهو مدرسة وأنموذج لإرساء الفضائل وإحياء الضمائر وإنارة البصائر صوب كل عمل جميل جليل.. لا يعرف الحقد والضغينة إلى قلبه طريق.شعيان.. الخالد بأفعال العطاء والبذل والتسامح، رحل عنا ونحن في صدمة عنيفة خانقة أن يكون رحيله بهذه الصورة الفاجعة المؤلمة حين جاء الخبر الموجع بأنه كان ضحية أحد المشهورين الذي دهسه ولاذ بالفرار وقذف الحسرة والحرقة في نفوسنا بهذه النهاية الأليمة لرجل أحببناه وأحببنا جمائله وفضائله وحسن رفعته وعشرته فكان خير جليس وأنيس يملأ المكان بحضوره وتهفو القلوب والأذان لسماعه وكلماته الموشحة بالطيب وحلو التعابير.هذا الرجل تاريخ جميل وزمن عبق تتعلم منه الأجيال وتأخذ من سيرته العطرة بصفاته وطبائعه الرائعة خلقاً وكرماً وبراً وتستنسخ منها الكثير من الفضائل الحميدة. أحر عزاؤنا إلى ابنه سلطان واخوته وذويه وأصحابه وأحبابه ودعواتنا المخلصة للفقيد الغالي أن يكون ما انتهى إليه رفعة لدرجاته وأجراً عظيما ورحمة واسعة وأن يبلغه جنة الفردوس {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. خليف بن محارب العضيلة