أنهت المعارضة السورية المنقسمة على نفسها الأربعاء جولة مباحثات في العاصمة المصرية انقلبت إلى صراع وجدل بينها كاد يتحول إلى اشتباك في الوقت الذي كانت تسعى فيه إلى صياغة رؤية مشتركة للانتقال السياسي في سوريا. وقدم أكثر من 200 مشارك في المؤتمر من 30 حركة إضافة إلى شخصيات مستقلة وممثلين للمجتمع المدني ومجموعات ناشطين إلى القاهرة من أجل تشكيل جبهة موحدة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقال المعارض وليد البني الذي شارك في المؤتمر: «للأسف كانت هناك الكثير من الخلافات». وأضاف قبيل رحيله إلى باريس للمشاركة في اجتماع أصدقاء سوريا: «بعض المجموعات انسحبت من الاجتماع». وطبقًا للمندوبين فإن الخلافات تركزت على الدعوة إلى تدخل عسكري أجنبي من عدمه لإنهاء إراقة الدماء المستمرة منذ 16 شهرًا. واتفق المشاركون في البيان الختامي على إنهاء نظام الأسد ودعم الجيش السوري الحر واتفقوا على المبادئ الدستورية الأساسية، العدل والديمقراطية والتعددية. لكنهم فشلوا في تشكيل كتلة موحدة بحيث هيمنت خلافاتهم على نقاط الالتقاء وكاد الأمر يصل حد الاشتباك بالأيادي، بحسب مشاركين. من جهة أخرى، أعلن مسؤول روسي كبير أمس الأربعاء أن روسيا لا تبحث مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد مع الولاياتالمتحدة وذلك إثر المعلومات الصحافية التي أفادت أن واشنطن تحاول إقناع موسكو بمنح الرئيس السوري اللجوء السياسي. وقال نائب وزير الخارجيّة الروسي سيرغي ريابكوف كما نقلت عنه وكالة انترفاكس: «نحن لا نبحث الوضع المتعلّق بمستقبل الرئيس السوري مع الولاياتالمتحدة». وأضاف ريابكوف «لقد شرحنا موقفنا أكثر من مرة: مسألة السلطة في سوريا يجب أن يقررها الشعب السوري. والخطط المطروحة وخصوصًا عندما تكون مفروضة من الخارج لا يمكن إلا أن تسيء للوضع». وتأتي هذه التصريحات بعدما نشرت صحيفة كومرسانت الروسية أمس معلومات مفادها أن الغربيين يحاولون إقناع موسكو بمنح اللجوء السياسي للرئيس السوري بعد أربعة أيام على الاتفاق الدولي الذي تم التوصل إليه في جنيف حول مبادئ الانتقال السياسي في سوريا. بدوره، قال وزير الخارجيّة البريطاني وليام هيج أمس: إن على روسيا أن تفهم أن الوقوف في صف الرئيس السوري بشار الأسد غير مجدٍ فيما يحاول الغرب وضع نهاية للصراع في سوريا. وقال هيج في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس: «يجب أن تفهم روسيا أن الوضع في سوريا سيؤدي إلى الانهيار. لا جدوى من وقوف أحد مع نظام الأسد. من ناحيتها، طالبت الصين مساء الثلاثاء بالإسراع في تطبيق «جوهر» الاتفاق بشأن سوريا الذي عقد السبت في جنيف الذي يطالب الحكومة والمعارضة في هذا البلد بالاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية. وقال المتحدث باسم الخارجيّة الصينية ليو ويمين في لقائه المنتظم مع الصحافيين أن «الصين ترى أن الأمر الملح الآن هو تنفيذ بيان مجموعة العمل بشأن القضية السورية». إلى ذلك، أعلن الجيش التركي أمس العثور على جثتي قائدي الطائرة الحربية التركية التي اسقطها الدفاع السوري في البحر شرق المتوسط. وأوضح بيان على الموقع الإلكتروني لهيئة الأركان التركية «تم تحديد مكان الجثتين في قاع البحر ويجرى العمل على انتشالهما إلى سطح المياه». وعلى الصعيد الميداني، تواصلت عمليات القصف والاشتباكات أمس في مدن سورية عدة، وذلك بعد ساعات من ختام مؤتمر المعارضة الذي استضافته القاهرة وانتهى بخلاف حاد حول قضايا رئيسة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة تدور في ريف دمشق بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في محيط بلدة بيت سحم وأطراف ضاحية جرمانا قرب فرع المخابرات الجويَّة ، مشيرًا إلى سقوط سبعة قتلى مدنيين في البلاد. وأوضح المرصد أن أربعة أشخاص قتلوا في كمين نصبته لهم القوات النظامية السورية في مدينة معرة النعمان بإدلب. كما قتل اثنان في محافظة درعا إثر القصف على بلدة المسيفرة. ودارت اشتباكات على أطراف ضاحية جرمانا قرب فرع المخابرات الجويَّة بريف دمشق بين قوات نظامية ومسلحين معارضين. كما دارت اشتباكات في إدلب ومدينة الميادين في دير الزور. وأكّد المرصد أن بلدة كرناز في ريف محافظة حماة السورية تعرَّضت ليل الثلاثاء - الأربعاء لقصف مدفعي عنيف من قبل القوات النظامية.