رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وأسكنه فسيح جناته ورزق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأصحاب السمو الملكي الأمراء والأبناء والأحفاد والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها). نعم نبكيك نايف بن عبد العزيز أيها الرمز الأبي والقائد الفذ والإداري المحنك والرجل الإنسان والخطيب المفوه والمثقف بامتياز، نبكيك ونحن نتذاكر صغاراً وكباراً محاسنك الرائعة وجميل صنائعك.. وتعجز حروفنا وتتقازم كلماتنا وتضعف عباراتنا أمام تاريخك الحافل بالعطاء الملئ بالبذل والوفاء وبسخاء لهذا الوطن الغالي المعطاء (قيادة وشعبا وأرضا). لقد كان رحمه الله نصيراً للسنة حرباً على البدعة سداً منيعا في وجه أعداء الأمة ومفسدي الملة من الغلاة الإرهابيين والمتطرفين الحاقدين و كذا المروجين والمرجفين والمفسدين في الأرض الساعين إلى الشر والدمار.. إننا فقدنا الرجل الألف الذي سخر نفسه وولده وماله وبذل وقته وجهده وأفنى عمره كله في سبيل رقي وأمن وطمأنينة إنسان الوطن وقاطنه وحاجه ومعتمره ولا غرو فهو نايف بن عبد العزيز رجل الأمن الأول وأسد السنة وناصر الدين والإنسان الوطن والوطن الإنسان وصاحب الإستراتيجيات المعروفة سواء في تحقيق الأمن الفكري ومحاربة الإرهاب أو في مكافحة المخدرات والمسكرات أو في غرس مفاهيم المواطنة الصالحة والوسطية الناجعة. إن الموت في حس المسلم حدث يجري على بني آدم دوماً وبقدر {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} ولولا ثقتنا بمقدور الله وإيماننا المطلق برحمته ولطفه بخلقه ، ولولا رضانا بأحداث الله الموجعة وتسليمنا بما هو مكتوب لكان للقلم في موت صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز قولاً آخر حزنا وخوفا ورجاء ولكن (العين تدمع والقلب يخشع وإننا على فقدك سيدي لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي الرب) لقد كان رحمه الله صاحب نظرية في الأمن تجاوزت المفاهيم التقليدية ، نظرية نالت إعجاب وتقدير الكثير من خبراء العالم ومتخصصين ومسئولين ، نظرية في الأمن جمعت بين الأبعاد الفكرية والعاطفية والنفسية والسلوكية ، نظرية أنتجت تطبيقاتها توأمة بين واجبات المواطنة واستحقاقات أمن الوطن فكان شعاره الرائد الذي سكن القلوب قبل العقول «إن المواطن هو رجل الأمن الأول» شعار قطع الطريق على أساطير المواجهة المزعومة بين الفرد والأمن فكان المواطن الفرد مسئولا في حفظ أمن بلده ووطنه مسئولية وطنية أخلاقية ذاتية. لقد كان رحمه الله على ثغرة كبيرة،، أمات الله على يده كثيراً من الفتن والمحن وأسأل الله عز وجل ألا يكون موته كسراً للباب فثقتنا بالله كبيرة ورجاء عظيم في أن يجعل في خلفه من يكمل الدور ويردم الهوة ويخفف شدة المصيبة ويحمي حياض الأمة ويحقق على يده بعد عون الله وتوفيقه أمن البلاد والعباد.. رزق الله فقيدنا الجنة وحفظ بلادنا ووقانا جميعاً شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وأمد في عمر خادم الحرمين الشريفين ورزقه البطانة الصالحة الناصحة. ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.