تمكن الفريق الطبي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب برئاسة استشاري الأنف والأذن والحنجرة وجراحات الرأس والرقبة الدكتور عبدالله بن تركي العطيشان مؤخّرًا من إجراء عملية جراحية متقدمة ومعقدة استغرقت 9 ساعات متواصلة لمريض يبلغ من العمر 48 عامًا، تم خلالها استئصال ورم سرطاني بالغدة اللعابية تحت الفك السفلي بجانب إزالة الفك السفلي وأرضية الفم من الجهة اليسرى وتشريح كامل العنق بنجاح تام ولله الحمد. وقال د.العطيشان إنه عند وصول المريض إلى المستشفى كان يشكو من آلام شديدة في الجهة اليسرى للفك، ومن ثم أجريت له مجموعة من الفحوصات عن طريق الأشعة المقطعية للرأس والرقبة والتي أظهرت وجود عقد لمفاوية وتورم في تلك المنطقة مما استدعى التدخل الجراحي لاستئصال الورم. وأوضح د.العطيشان أنه بعد العملية تم إرسال عينة من الورم المستأصل لمختبر الأنسجة لتحديد نوعيته، وقد أظهرت النتائج أن الغدة اللعابية الموجودة تحت الفك السفلي الأيسر مصابة بسرطان خبيث، وبناء على تلك النتائج تم استدعاء المريض مرة أخرى لعمل المزيد من الفحوصات وتحديد حجم انتشار السرطان ومن ثم تقرر التدخل الجراحي على الفور للسيطرة على السرطان قبل انتشاره بشكل أكبر عن طريق الأعصاب، وذلك وفق خطة جراحية تمر بثلاث مراحل لاستئصال كامل الورم السرطاني.وأفاد د. العطيشان أن المرحلة الأولى شملت عملية تشريح كامل العنق واستئصال كل من الغدد اللمفاوية المصابة وجزء من الفك السفلي وأرضية الفم للجهة اليسرى، بالإضافة لعمل فتحة مؤقتة بالقصبة الهوائية لكي يستطيع المريض التنفس من خلالها طوال مراحل العملية. وتضمنت المرحلة الثانية ترميماً للجزء المستأصل عن طريق الاستعانة برقعة متكاملة من جلد اليد تحتوى على الأنسجة المناسبة، وذلك لضمان حيوية ونمو الرقعة المزروعة بالفم والفك السفلي وتوصيلها بالأوعية الدموية للعنق، بالإضافة لتركيب قضيب مصنوع من مادة التيتانيوم لتعويض المريض عن الفك السفلي المستأصل. فيما خصصت المرحلة الثالثة لفريق جراحة التجميل تحت إشراف الدكتور فؤاد هاشم استشاري جراحة التجميل والذي تولى عملية ترميم مكان الجزء المستأصل وإصلاح كامل الوجه بجانب مساعدة المريض على التنفس بصورة طبيعية. واختتم د. العطيشان حديثه قائلاً إن المريض شعر بتحسن كبير بعد العملية وأصبح قادراً على التنفس بصورة طبيعية. من جهته أعرب المريض عن خالص شكره وتقديره للفريق الطبي والإداري بمستشفى د.سليمان الحبيب وأثنى على ما بذلوه من جهود خلال فترة تنويمه بالمستشفى لحين تماثله للشفاء.