نجح علماء الفلك في فك أحد الألغاز الكونية حيث توصلوا للمسافة التي تفصلنا عن مجرة غير مرئية كان العلماء حائرين بشأنها منذ عشر سنوات. وحسب العلماء تحت إشراف فابيان فالتر من معهد ماكس بلانك للفلك في دراستهم التي نشروا نتائجها أمس في مجلة «نيتشر» البريطانية فإن هذه المجرة التي تصنف تحت اسم «اتش دي اف «1.850 تبعد عنا بنحو 12,5 مليار سنة ضوئية وتعود للحقبة التي كان فيها الكون في مرحلة الشباب. وعثر الباحثون على هذه المجرة غير المرئية عام 1998 في منطقة معروفة بغازاتها الباردة وبالسحب الترابية، ومع ذلك فلم يعثر لها العلماء على أثر في معظم أطوال الموجات وخاصة موجات الضوء المرئي. غير أن العلماء نجحوا الآن باستخدام وسيلة جديدة في مرصد «ارام» في جبال الألب الفرنسية في رصد خطوط طيفية ضعيفة في إشعاع هذه المجرة واستطاعوا بذلك تحديد البعد السحيق لهذه المجرة والذي كان مفاجئا للعلماء. وقال العلماء إن البعد الهائل لهذه المجرة عن الأرض يجعلهم يرون النظام الشمسي في وقت لم يكن الكون قد بلغ فيه أكثر من 1ر1 مليار سنة ضوئية أي أنه لم يكن قد بلغ ?10 من عمره الحالي حيث كانت هذه المجرة حسب العلماء مجرة شديدة الإنتاج للنجوم حيث كانت تنشأ فيها كل سنة نجوم ذات كتلة إجمالية تبلغ 850 ضعف شمسنا. وللمقارنة فإن مجرة درب التبانة التي تتبعها شمسنا تنتج سنويا شمسا واحدة فقط. ورجح العلماء تبعا لذلك أن تكون هذه المجرة البعيدة جزءاً من نوع مبكر جدا من ركام المجرات في الكون الشاب.