أكد نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر أن حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة له من أي اعتداء المعيار الحقيقي لرقي الإنسان وحضارته؛ كون الاعتداء على هذه الحقوق يولد الإحباط لدى المبدعين، ويضعف الإبداع، ويؤدي بالتالي إلى ضَعْف الحضارة وإلى وجود ربح غير مشروع بالسطو على حقوق الآخرين. وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تحرص، شأنها شأن بقية الدول العربية ودول العالم، على تطبيق القوانين كافة المتصلة بحماية حق المؤلف ورعايته، وقد صدر قانون حماية المؤلف في المملكة بمرسوم ملكي استشعاراً منها بأهمية هذا الجانب. موضحاً أن منظمة التجارة العالمية وضعت قوانين لحماية حق المؤلف والحقوق المجاورة لها بوصفها إحدى ثوابت التجارة الكونية، وقد انضمت المملكة العربية السعودية إلى اتفاقية برن الدولية لحماية حق المؤلف عام 2004، كما أصبحت عضواً فاعلاً في منظمة التجارة العالمية عام 2005 م. وخاطب المشاركين في المؤتمر السادس للمسؤولين الحكوميين لحماية حقوق المؤلف في الدول العربية بقوله: إن العالم العربي بأمسّ الحاجة إلى وجود تنسيق بين المسؤولين عن حماية حقوق المؤلف لمنع الاعتداء على حقوق الآخرين واستنساخها دون وجه حق. من جانبه أعرب المحامي محمد الضبعان، ممثل اتحاد منتجي البرامج التجارية، عن شكره لوزارة الثقافة والإعلام على الجهود التي تبذلها من أجل التوعية بحق المؤلف وتطبيق الضوابط النظامية والقانونية في هذا الجانب، وهو ما يؤدي إلى تنمية الاقتصاد التي وضعتها المملكة في إطار الخطة الخمسية. وفي ختام الجلسة تم تكريم عدد من المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام وديوان المظالم وتسليم درع تذكارية لمعالي وزير الثقافة ودرعين لنائبيه. ثم بدأت أعمال جلسة العمل الأولى من أعمال المؤتمر بعنوان (أهمية التوعية بحقوق الملكية الفكرية والمستجدات)، أدارها الأستاذ أحمد بن عبيد الحوت المدير العام للمطبوعات بوزارة الثقافة والإعلام، وتحدث كل من الدكتور عبدالعزيز بن صالح العقيل الوكيل المساعد بوزارة الثقافة والإعلام لشؤون الإعلام الداخلي عن حملة التوعية الإعلامية التي نفذتها الوزارة بوصفها نموذجاً، تلاه المحامي محمد بن أحمد الضبعان بورقة عن قانون التنافس غير القانوني الذي بدأ تطبيقه في الولاياتالمتحدةالأمريكية، واختتم الجلسة الدكتور أمجد بن بدر القاضي رئيس هيئة المرئي والمسموع بالمملكة الأردنية الهاشمية بورقة عن دور الإعلام في حماية الملكية الفكرية، وانتهت الجلسة بعدد من المداخلات والتعقيبات من قِبل الحضور. وفي تصريح إلى الجزيرة قال الأستاذ سمير محمد نعمان رئيس شركة مايكرو سوفت السعودية إن إمكانية المبدعين السعوديين عالية جداً في مجال البرمجة، لكن ينقصها الآلية التي تحولها من أفكار إلى منتجات، إلى جانب نقص في جوانب الحماية الذي يجعلهم بالتالي يلجؤون إلى خارج المملكة لتسجيل أفكارهم. وأعرب عن تقدير الجهود التي تبذلها حكومة المملكة ممثلة بوزارة الإعلام في حماية الأفكار التي تُعَدّ أساس اقتصاد المعرفة وأحد أهم أهداف الخطة الخمسية. وقد تواصلت جلسات أعمال المؤتمر الذي افتُتح صباح أمس الأحد في مركز الملك فهد الثقافي مساء أمس وصباح اليوم الاثنين، ومن المتوقع أن يخرج المؤتمر بتوصيات سيكون لها أهمية في تنظيم حماية حقوق المؤلف وخلق مزيد من التعاون بين الدول العربية.
