افتتح نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر في مركز الملك فهد الثقافي أمس المؤتمر السادس للمسؤولين الحكوميين لحماية حقوق المؤلف في الدول العربية . وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ، ثم ألقى ممثل اتحاد منتجي برامج الكمبيوتر التجارية في المملكة العربية السعودية المحامي محمد بن أحمد الضبعان كلمة أعرب فيها عن شكره لوزارة الثقافة والإعلام على رعاية هذا المؤتمر الذي يسعى إلى أبراز حقوق الملكية الفكرية والتعريف بها . وسلط الضوء على قانون التنافس الذي أقر حديثاً ويشترط على جميع الشركات المصنعة استخدام برمجيات وأنظمة تقنية مرخصة في أعمالها التجارية حتى تتمكن من التبادل التجاري والتصدير إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية . . بعد ذلك ألقى نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر كلمة عبر فيها عن سعادته بأحتضان المملكة العربية السعودية المؤتمر السادس للمسئولين الحكوميين لحماية حقوق المؤلف في الدول العربية ، وقال “ إن حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة له من أي اعتداء هو المعيار الحقيقي لرقي الإنسان وحضارته وبالتالي تهضم حقوق الآخرين وتضحياتهم ويضعف الإبداع والإنتاج وينتشر الاحتيال والربح غير المشروع وفي ذلك إحباط للمفكرين والمؤلفين والمبدعين في الإسهام بإثراء الحضارة الإنسانية “ . وأفاد أن أنظمة وقوانين حماية حقوق المؤلف والاتفاقيات الدولية ذات الشأن تحرص على توفير حماية لأي مصنف فكري بما في ذلك الرسم أو اللحن أو التعبير الحركي أو غير ذلك وهذه الحماية تستمر في حياة المبدع وبعد وفاته ، مؤكداً حرص المملكة العربية السعودية مثل بقية الدول العربية على حماية هذه الحقوق وصيانتها ورعاية مالكيها وذلك وفق تشريعات وضعتها الدول العربية ضمن أنظمتها وقوانينها المحلية كما تحرص الدول العربية على تطبيق كل الاتفاقيات الدولية التي تختص بهذا الجانب . وبين أن نظام حماية حقوق المؤلف في المملكة العربية السعودية صدر بموجب مرسوم ملكي استشعاراً بأهمية ذلك ، مبرزاً حرص منظمة التجارة العالمية على توفير الحماية لحقوق الملكية الفكرية والحقوق المجاورة لها كأحد ثوابت التجارة الكونية . وكشف عن أن المملكة العربية السعودية انظمت إلى اتفاقية ( بيرن) لحماية المصنفات الأدبية والفنية في عام 2004م وأصبحت عضواً فاعلاً في منظمة التجارة العالمية في عام 2005م . وأكد الدكتور الجاسر أن العالم العربي هو أحوج ما يكون إلى إيجاد قنوات للتعاون والتواصل بين مسؤولي أجهزة حماية حقوق المؤلف من أجل ملاحقة من يعتدي على المصنفات الفكرية والاستيلاء على جهود الآخرين من خلال استنساخ هذه المصنفات أو تزويرها ، وقال : “ لعل مظاهر التقانة العالمية وما واكبها من انتشار فضائي سمعي أو بصري وانتشار مواقع الإنترنت العربية التي تحتضن مواقع لكثير من هذه الحقوق دون مراعاة لحرمة وحق أصحابها يحتم تعزيز مثل هذا التعاون والتواصل بين أجهزتها الحكومية لمثل هذه الحماية وملاحقة المعتدين حسب الأنظمة العربية المحلية وكذا الاتفاقيات الدولية. وأعرب نائب وزير الثقافة والإعلام عن شكره للجهود الكبيرة التي يقوم بها اتحاد منتجي البرامج التجارية في المملكة العربية السعودية وجمعية المنتجين والموزعين السعوديين ومسؤولي وزارة الثقافة والإعلام لما يقومون به من مسؤوليات وطنية وكذا عربية ودولية حرصاً منهم على التطبيق الفعلي لنظامي المطبوعات والنشر وحماية حقوق المؤلف ، كما شكر العاملين في قطاع الإعلام الداخلي برئاسة الدكتور عبدالعزيز العقيل وزملاءه مقدراً لهم جهودهم المتواصلة في تنظيم هذا المؤتمر في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع اتحاد منتجي البرامج التجارية وجمعية المنتجين والموزعين السعوديين. وقدم الدكتور الجاسر باسم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ونائبيه وجميع المسؤولين في الوزارة عن الشكر والتقدير لكل المشاركين في هذا المؤتمر متمنياً أن يخرج بتوصيات تسهم في تعزيز حق المؤلف وحمايته باختلاف أنواع هذه المصنفات فكرية كانت أو فنية . عقب ذلك كرم نائب وزير الثقافة والإعلام المسؤولين الذين كان لهم دور بارز في مجال حقوق الملكية الفكرية ، كما سلمت الدروع التذكارية لمسؤولي وزارة الثقافة والإعلام من الجهات الراعية للمؤتمر . ويناقش المؤتمر الذي يستمر يومين خلال جلسات عمله في اليوم الأول ، ومن خلال جلستي عمل الأول بعنوان “ أهمية التوعية بحقوق الملكية الفكرية والمستجدات “ وتناقش جهود وزارة الثقافة والإعلام في حماية حقوق المؤلف وقانون التنافس غير القانوني ودور الإعلام في حماية الملكية الفكرية فيما تناقش الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان “ دور الأنظمة والقوانين في الحد من انتهاكات حقوق الملكية الفكرية “ دور الحكومات في مكافحة القرصنة ولجنة النظر في مخالفات نظام حق المؤلف كنموذج والقضاء السعودي في مجال الملكية الفكرية . فيما تعقد اليوم الاثنين ثلاث جلسات عمل بعنوان “ البرامج التشجيعية والتحفيزية للمفتشين ومراقبي الأسواق “ وأشكال الاعتداء على حق المؤلف “ إضافة الى جلسة ختامية تتلى فيها التوصيات .