اختتمت في العاصمة الكازاخستانية «أستانه» اليوم فعاليات المؤتمر الرابع لزعماء أتباع الأديان الذي جاء بعنوان «السلام والوفاق كخيار للبشرية» بمشاركة وفود من 40 دولة واستمر يومين بحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي. وناقشت الجلسات الأخيرة للمؤتمر موضوع «المرأة والدين - قيم روحية وتحديات معاصرة» وصورة المرأة في الديانات في العالم ودورها في الأسرة والمجتمع والسياسة والقدرة الروحية للمرأة العصرية وحقوقها في سياق القيم العالمية إلى جانب دور المرأة والمنظمات الإنسانية في مجال حوار بين أتباع الثقافات والأديان. وأكد المتحدثون قدرة المرأة العصرية على تقديم مساهمة كبيرة في التنمية الروحية والأخلاقية للمجتمع ومواءمة العلاقات الاجتماعية والقيام بدور فاعل في مختلف مجالات الحياة في ظل المشاكل الاجتماعية بشأن الحفاظ على الأسس الأخلاقية وإحياء القيم العائلية وتربية جيل الشباب. وأوضحوا أن المرأة لا تزال تواصل أداء الوظائف التقليدية المسندة إليها بصفة الأم وربة المنزل والناقل للقواعد الأخلاقية والمعنوية إلى الأجيال المقبلة، مشددين على دور المرأة في الشؤون الاجتماعية والأسرية كشرط أساسي لمزيد من التنمية المواتية والمتناغمة في المجتمع الحديث. إثر ذلك انتقل المشاركون للحديث عن موضوع «الدين والشباب» تطرقوا خلاله إلى احتياجات الشباب اليوم وحقوقهم في سياق القيم العالمية والخيارات الأخلاقية في ضوء الأفضليات الاجتماعية المعاصرة في أوساط الشباب ودور الدين في تشكيل وتطوير الثقافة الروحية والأخلاقية للشباب، إضافة إلى دور المنظمات الدينية في مكافحة أفكار التطرف والإرهاب في أوساطهم.واتفق المتحدثون على أن الشباب من أكثر القطاعات النشطة في المجتمع وهم مستقبل الشعب والدولة ودورهم يكون مؤشرا على حالة المجتمع وقدرته لإحراز التقدم لما يحملونه من قدرات فكرية كبيرة وإمكانات خاصة. وتطرقوا إلى المشكلات الكبيرة التي تواجه الشباب في العالم المعاصر ومنها الإدمان والخلل في كيان الأسرة وعدم الفهم الصحيح للدين والحوار والتطرف الديني، لافتين الانتباه إلى أن معالجتها تتطلب تعاون المؤسسات وتكوين وعي عام لدى الشباب بخطورتها وإيجاد الحلول لها.ورأوا أن آفاق المستقبل ترتبط بالشباب من خلال التعليم والإعلام وتقديم المعلومات الصحيحة والمتوازنة على نحو يكوِّن لدى الشباب وعيا جديدا يسوده شعور بالأمل في المستقبل. وبيّن المشاركون أن الزعماء الدينيين يقع على عاتقهم قدر كبير من المسؤولية في نشأة جيل الشباب وغرس الفهم العميق واحترام التعاليم الدينية والتقاليد الروحية وتقديم المساعدة للشباب في اختيار أسلوب حياتهم، فهم جزء من المجتمع الذي تتشكل فيهم أكثر وجهات النظر والمعتقدات بفضل خصائصهم الاجتماعية والنفسية.