في مساء هذا اليوم الثلاثاء 9 رمضان يحتفل الأدباء والمثقفون والمؤرخون في المملكة العربية السعودية مع المثقف الكبير ذي المبادرات الخيِّرة، وراعي الإنجازات الانسانية المثمرة، صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض (بإنشاء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الخيرية، ومركز حمد الجاسر الثقافي بالرياض) تخليداً لمآثر هذا الراحل الكريم الذي أفنى حياته في خدمة الأدب والتاريخ والثقافة والصحافة وكثير من أنواع المعرفة الانسانية. وإذا كان الأمير سلمان بن عبدالعزيز وهو الرجل الذي عرفه العالم العربي والاسلامي، فضلاً عن مواطنيه وأبناء منطقته الرياض العاصمة الشامخة بأنه رجل الخير والأعمال والإنجازات الكبيرة قد تبنى مشروع (إنشاء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية، ومركز حمد الجاسر الثقافي) فما ذلك من مبادرات وإنجازات الأمير سلمان بن عبدالعزيز بجديد,, بل هو امتداد لسلسلة لا تنتهي حلقاتها من أعماله الخيرية والخيِّرة. لقد عوَّدنا سمو الأمير سلمان نحن أهل منطقة الرياض بخاصةٍ، والمملكة العربية السعودية بعامةٍ، على مثل هذا وأكثر منه,, ولست في مجال تعداد مآثره وأعماله ولكن الشيء بالشيء يذكر. إنني كأحد المنتسبين للأدب والثقافة، وكأحد تلامذة الشيخ حمد الجاسر ومحبيه والمتأثرين به أجد أنني مسرور ومزهو بتبني سمو الأمير سلمان ورعايته لهذه المؤسسة التي ستكون امتداداً لما قدَّمه وأنجزه علاَّمتنا الشيخ حمد الجاسر في حياته الحافلة، وستكون تواصلاً حيّاً مع فكره وثقافته التي أغنى بها مكتبة الجزيرة العربية,, وامتدَّ فيضها إلى العالم العربي، ممثلاً في المجامع العلمية واللغوية التي أثراها بإضافاته الكثيرة المحققة والدقيقة، حتى استحق أن يكون العلَم الأوحد في تاريخ الجزيرة العربية، وجغرافيتها ومعرفة قبائلها وأنسابها ولهجاتها. قلت عنه في الحلقة الثالثة من كتابتي عنه بعد وفاته رحمه الله لئن طويت بموت هذا العلاّمة صفحة مشرقة ثرية من صفحات علماء التاريخ والتراث والقبائل والأنساب والجغرافيا والأدب في شبه الجزيرة العربية فإن ما قدّمه في حياته سوف يبقى وسماً ورسماً هادياً لمن يأتي بعده لمواصلة المسيرة) وقلت إنه (مجموعة علماء في عالم ومجموعة رجال في رجل). وفي (النادي الأدبي بالرياض) أقمنا عنه ندوة كبرى في 13 رجب 1421ه هي من أخصب وأغنى وأحفل الندوات التي كُرّم بها بعد موته رحمه الله حيث اشترك فيها نخبة متميزة من المثقفين الأكاديميين هم كل من: الأستاذ الدكتور أسعد عبده عضو مجلس الشورى، والأستاذ الدكتور ناصر بن سعد الرشيد، الأستاذ بجامعة الملك سعود سابقاً، والأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحيم العسيلان الأستاذ بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية بالمدينة، والأستاذ الدكتور عبدالرحمن العثيمين الأستاذ بجامعة أم القرى. وقد استهللت تلك الندوة بقول المتنبي: (لقد وجدت مكان القول ذا سعةٍ فإن وجدت لساناً قائلاً فقل أقول: نعم إن مكان (القول) في أستاذنا حمد الجاسر ذو سعة رحبة لا تقل عن سعة القول في ممدوح المتنبي, وأما (اللسان) فكلُّنا بحمد الله ألسنة فصيحة قادرة على القول الحق والصحيح في حق أستاذنا حمد الجاسر، قولاً يؤمن بصدقه وواقعيته كل مثقف وكل أديب وكل قارىء لمؤلفاته وكتاباته العلمية). إن القول في علاّمتنا حمد الجاسر رحمه الله لا يتسع له حيّزٌ كهذا,, ولكنها كلمة شكر وعرفان أُزجيها باسم المثقفين وإن لم يخولوني بذلك إلى سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز على هذه (المفردة) من أعماله الجليلة والكثيرة، جزاه الله خيراً. آملاً التوفيق والسداد للهيئة التأسيسية وعلى رأسها الاداري الناجح والشاعر اللامع الدكتور إبراهيم بن محمد العواجي,, وفق الله الجميع.