كتبت في السادس عشر من يناير الماضي تحت عنوان: مصلحة الهلال.. في رحيل الفريدي (الفريدي - مع كامل التقدير لموهبته- مثله مثل لاعبين مهرة مروا على الهلال مثل الطيف، كانت لهم صولة أو جولة، ثم رحلوا دون أن يفتقدهم أحد، أو يكون لغيابهم أثر، لقد مرت سنوات على مشاركة الفريدي كلاعب أساسي مع الهلال، وعندما يعود قارئ حصيف لجملة مشاركاته لن يجد ما يميزه عن غيره، ولن يجده قد فعل عشر ما فعله يوسف الثنيان أو سامي الجابر أو نواف التمياط أو عبدالله الجمعان أو محمد الشلهوب وغيرهم من النجوم المؤثرين من أبناء النادي الذين يظهرون ساعة الحسم، ويتولون وضع الهلال في المقدمة، وصاحب قصب السبق في بلوغ المنصات). واليوم وبعد 120 يوما أجدني مجبراً على العودة إلى ذلك المقال، وإعادة نشر بعض مقتطفاته، فالحقيقة أن ظهور اللاعب الفريدي في برنامج إرسال على الرياضية السعودية لم يفاجئني، ولم يفاجئ غالب الهلاليين الذين اتفقوا أمس في وسائل التواصل الاجتماعي أن اللاعب هو الخاسر من أحاديثه ومطالبه، وأن الهلال لن يرمش له جفن لقاء ذلك، كما اتفقوا أيضا على أن اللاعب الذي يتمتع بموهبة جيدة لم يقدم للهلال شيئا يذكر أو يستحق أن يحاول فرض مطالبه، فما هي البطولة التي حسمها الفريدي للهلال، وما هو الفوز ذو القيمة الحقيقية الذي قاد الهلال إليه، الحقيقة أن اللاعب ظل يقدم بعض الفواصل المهارية التي قد تعجب بعض الجماهير بعض الوقت لكنها لن تعجب الجميع، ولا حتى البعض طوال الوقت. المباريات الحاسمة والمواجهات المصيرية هي التي تحدد طينة اللاعب وقيمته الفنية لكن مدربا عالميا مثل ايريك جيريتس يعرف اللاعبين جيدا لم يجد بُدا من استبدال اللاعب بعد مرور 25 دقيقة فقط من الشوط الأول في مباراة الهلال وذوب اهن الإيراني في دوري أبطال آسيا، وفي مباريات مصيرية وهامة ظل اللاعب يحاول أن يسجل بطريقة فنية دون النظر إلى أن الهدف هدف بأي طريقة سُجل، وسواء من كرة عادية وتسديدة قوية أو من خلال كرة ساقطة تحاول خداع الحارس والمدافعين! في يناير الماضي غادر الفريدي النادي وأغلق جواله وعاد بعد أيام بعد تدخلات شرفية، لكن المدرب وضعه بجانبه في مقاعد الاحتياط، ومع ذلك قدم الفريق أفضل أربع مباريات في الموسم، وبرز البديل الشاب سالم الدوسري ليوجه رسالة إلى الفريدي وغير الفريدي فحواها أن الهلال لا يتوقف على احد ولا ينتظر أن يجود عليه احد!! الهلال الذي قدم نخبة من النجوم وظل المعين الاول لقوائم المنتخبات السعودية لا يمكن أن يحرك فيه رحيل لاعب شعرة.. وكما قلت قبل أربعة أشهر أن مصلحة الهلال في رحيل الفريدي.. فإني أعيدها اليوم، وأجزم أن الذي خالفوني آنذاك سوف يؤيدون رأيي اليوم، فقد اثبت اللاعب بطريقة أو بأخرى، وكما فهم الجميع أن بات زاهدا في الهلال غير راغب في الاستمرار في صفوفه دون أن يقدم المبررات الكافية، وبهذا الشكل فإن من العبث أن تصرف الإدارة وقتها في إقناعه بالبقاء وتجديد عقد جديد وهي التي تنتظرها خلال الأسابيع القادمة ملفات ثقيلة تحتاج إلى دراسات ومناقشات بعيدا عن (تكفى وقع.. وش طلباتك) للاعب حسم أمره.. وكل ما نرجوه له هو التوفيق في محطته القادمة. في مقالي السابق عن الفريدي قلت أيضا: (قبل الدخول في عالم العاطفة، أرجو أن يفتح الهلاليون على كافة الأصعدة صفحات الواقع، وأن تكون مصلحة ناديهم هي العليا، وأن يدركوا أن ما من لاعب أياً كان اسمه وصفته سيكون مؤثراً على الهلال، على الهلاليين أيضا أن يتذكروا الغضب الجماهيري والرسمي الذي قابل رحيل لاعبين أفضل من الفريدي ولهم مع الهلال تاريخ لا يقترب منه تاريخ الفريدي مثل خميس العويران والدوخي، وكيف ظن البعض وطبل معتقداً أن معين الهلال نضب وأن مسيرته قد توقفت، فما الذي حصل؟ لقد واصل الهلال حضوره، وخفت نجم من رحل عنه حتى أصبح يبحث عن ناد يلعب له!! وما يحدث في الهلال يحدث في كل الأندية الكبيرة على مستوى العالم، يرحل لاعبون ويحضر لاعبون ويبقى الفريق في مكانه كالطود الشامخ لا تهزه رياح رحيل، ولا أعاصير تسعى إلى التأثير والتدمير!!). الكرة الآن في ملعب الهلاليين وقد رماها الفريدي أمس بكل ثقلة في مرماهم.. وقد أصبح الحل والعقد بأيديهم.. فإما أن يحكموا المنطق ويرحل اللاعب ويكسب النادي هيبته واحترامه وقيمته، أو أن يدخلوا مع اللاعب في مفاوضات طويلة، قد يكسبوها ولا إضافة.. وقد يخسروها ويخسروا معها هيبة النادي ومعها قد تفتح ملفات أخرى لم تكن على البال، وتظهر مطالب جديدة للاعبين آخرين ينتظرون ردة فعل الإدارة أمام بالون الاختبار الذي نفخه الفريدي قبل أربعة أشهر وواصل النفخ فيه أمس.