تحل علينا الذكرى السابعة للبيعة المباركة لتمثل أجمل حدث نحتفل به كل عام وهو تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- مقاليد الحكم، هذا العهد يأتي امتداداً للعهود الزاهرة التي عاشتها المملكة العربية السعودية منذ التأسيس على يد المغفور له -بإذن الله- الملك المؤسس الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله ومن تلاه في ملك البلاد من أبنائه رحمهم الله جميعاً الذين كانت لهم بصمات جلية على صعيد النماء والتطوير في مجالات مختلفة تمس حياة المواطن. إن السياسة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله قد وضعت بلادنا في مقدمة الدول ذات التأثير في العالم اليوم ولا عجب في ذلك فمن خلال السياسة التي انتهجها -حفظه الله- في ظل الظروف القائمة على المستوى الدولي والتي تمثل التوازن في التعاطي مع القضايا المختلفة المحلية والإقليمية والدولية في نظرة ثاقبة لحساسية الموقف الذي نعيشه ووجودنا في دائرة الأحداث، لقد كان للمملكة العربية السعودية إسهاماتها الواضحة والملموسة في الساحة الدولية عبر الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييز العنصري وعملها الدؤوب لمكافحة الإرهاب والجريمة وفق شريعة الله التي اتخذت منها المملكة منهاجاً في سياساتها الداخلية والخارجية، منطلقاً من الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين حول خطورة المرحلة التي نعيشها على استقرار المنطقة وذلك ما يبدو واضحاً وجلياً في خطاباته الملكية -أيده الله- في مجلس الشورى وفي المؤتمرات والمحافل الدولية، وبموازاة ذلك تأتي جهوده حفظه الله في دعم الدول التي تعاني من ضغط اقتصادي وفق المتغيرات الاقتصادية التي يعيشها العالم. وعلى الصعيد الداخلي فقد شكل اهتمام خادم الحرمين بالتعليم والصحة وتنمية اقتصاد المناطق وتأسيس شبكات نقل جوية متمثلة بمطارات دولية في مناطق عدة بعضها أصبح ضمن منظومة اقتصادية كالمدن الاقتصادية المتكاملة بينما لم ينس إيجاد شبكات النقل كالقطارات التي تصل بين المناطق السعودية لنقل الركاب والبضائع. لقد تحقق في عهده الكثير من تطلعاته في مجالات التنمية والبناء وتحسين الوضع المعيشي حيث تم تعيين الخريجين وتثبيت المعينين على بند الأجور وصرف مكافآت للعاطلين عن العمل والموافقة على بناء خمسة الآف وحدة سكنية ورفع قرض البناء إلى 500 ألف ريال كل ذلك لتحسين مستوى الدخل وضمان تحقيق الرفاه ورغد العيش للمواطنين. ولم ينسَ -أيده الله- أطهر بقعتين على هذه الأرض الحرمين الشريفين -الذي هو خادم لها قولاً وفعلاً- من التوسعات والتطوير بل حقق لحجاج ومعتمري وزوار الديار المقدسة راحة لم يعهدوها ولم يسبق لها مثيل كمشاريع توسعة جسر الجمرات والسعي وقطارات المشاعر حتى أصبح الحج وزيارة المشاعر المقدسة من أيسر الأعمال ولله الحمد والمنة. في هذه الذكرى الغالية نحمد الله أن وهبنا هذا الملك الصالح الذي نذر نفسه لتحقيق واتخاذ القرارات التي تصب في صالح الوطن والمواطنين لمزيد من السعادة والرخاء والنهوض للقمم في زمن ملئ بالتحديات والصعاب، داعين الله سبحانه أن يمتع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالصحة والعافية، وأن يشد عضده بساعده الأيمن وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، -حفظهما الله- وأن تتواصل المسيرة نحو المزيد من الإنجاز والبناء.