قال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي: (إن العمل الإنساني الذي تضطلع به هيئة الهلال الأحمر السعودي ينبثق من الرؤية الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي يُعد رائد الدعوة إلى الحوار بين أتباع الأديان والحضارات وتجسير الصلة بين بني البشر، اتساقاً مع رسالة الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين، والذي تتخذه المملكة نبراساً ومنهاجاً في كل جوانب حياتها). جاء ذلك في كلمة لسموه بمناسبة الذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مقاليد الحكم تحت عنوان: (هيئة الهلال الأحمر السعودي تجدد البيعة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين) قال فيها: إن المملكة العربية السعودية وهي تحتفي بالذكرى السابعة للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، - حفظه الله -، لتستحضر في هذه المناسبة الغالية على نفوس جميع أبناء الوطن وقلوبهم ألوان البذل والعطاء والحب المتدفق الذي يجدونه من الوالد القائد، - رعاه الله -، مجددة له الولاء والحب، وقد شهد عهده الميمون إنجازات كبيرة وعظيمة في مختلف المجالات، وعلى الصعد كافة، مما جعل مكانة المملكة تزداد رفعة على رفعتها، ومكانة على مكانتها. إن ما حققته المملكة من نهضة تنموية غير مسبوقة يجعلنا قيادة وشعباً نطمئن على سلامة الخطى وثباتها على النهج الذي تأسست عليه، والذي أرسى دعائمه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيَّب الله ثراه -، إذ قام - رحمه الله - بتوحيد أبناء شعبه على كلمة التوحيد، لتكون أساساً للمملكة العربية السعودية، بوصفها مهبط الوحي، وموئل أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وعلى النهج ذاته سار أبناؤه الملوك - رحمهم الله - من بعده، حتى اضطلع بالأمانة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أطال الله في عمره وأيّده بقوته ونصره، إذ لم يألُ جهداً، رعاه الله، في خدمة وطنه وأبناء شعبه وفق هذا النهج الرباني، الذي تستمد منه المملكة أسباب قوتها، واستمرارية ريادتها في محيطها العربي والإقليمي والدولي. إن سبع سنوات في عمر أي شعب تعدُّ قصيرة، ولكن ما تحقق خلالها من إنجاز متفرد في مختلف الصعد يجعل هذه السنوات تأخذ مكانها في مسيرة المملكة، التي شهدت نهضة شاملة في كل المجالات، كان المواطن هو محورها، وهدفها، ولا أدل على ذلك من الطفرة الهائلة في التعليم بكل مراحله، حتى أصبحت الجامعات تغطي كل مناطق المملكة، والمبتعثون السعوديون من الجنسين ينتشرون في كل الجامعات المرموقة في العالم، كما أصبحت المدن الاقتصادية والمراكز البحثية والطبية من معالم كل منطقة من مناطق المملكة. وهذا الاهتمام الكبير بالتعليم والبحث العلمي يأتي من فهم عميق لأهمية المعرفة في تطور الشعوب والأمم في عصرنا هذا، الذي أصبحت فيه القوة تتمثَّل في قوة المعرفة، التي تترجم على أرض الواقع إنجازات ملموسة يعيشها المواطنون، وينعمون بها. كما أن الصحة معيار لتقدُّم الدول، لأن ارتفاع مستوى الخدمات الطبية يعني صحة أفضل للمواطنين، ليسهموا في نهضة بلادهم، بكفاءة عالية، ولم تأل الدولة جهداً في تقديم الرعاية الصحية للمواطنين، وفق المعايير الدولية، ومن خلال مستشفيات حديثة تديرها الدولة ممثَّلة في القطاعات الصحية وبعض الهيئات العلمية كالجامعات ومراكز الأبحاث، بل إن ما شهدته المملكة في هذا المجال من تقدُّم مذهل جعلها مقصداً للعلاج من الدول المجاورة، حتى برز ما يُعرف بالسياحة العلاجية، التي تعدُّ من مصادر الدخل الوطني في الدولة المتقدمة. إن هيئة الهلال الأحمر السعودي جزء من منظومة هذا الوطن الذي شهد تنمية واسعة في كل قطاعاته، وهي نموذج لهذه التنمية التي انتظمت البلاد، بطولها وعرضها. وإنها لتجد هذه المناسبة العزيزة فرصة لتجديد البيعة وتأكيد الولاء، ومبادلة القيادة الرشيدة وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظهما الله -، وأيدهما بنصره وتأييده. وفي هذه المناسبة نذكر بكل فخر بعض ما أبدعته هيئة الهلال الأحمر - بتوفيق الله ثم بفضل ما وجدته من قيادتنا الحكيمة من دعم ورعاية عظيمين، حتى امتدت منجزات هيئة الهلال الأحمر السعودي الإنسانية إلى خارج حدود الوطن. وقد نفذت الهيئة برامج للارتقاء بالخدمات الإسعافية المقدمة للمواطنين، مثل مشروع الإسعاف الجوي، إذ وقَّعت الهيئة مؤخراً اتفاقية مع الشركة الأمريكية BHI تشمل البنية التحتية والقواعد الصغرى والكبرى، والتدريب، والمهابط الأرضية، والصيانة، لتعزيز الخدمات الطبية الجوية الطارئة في مرحلتها الخامسة، وعملت الهيئة على إنشاء كثير من المراكز الإسعافية في شتى أنحاء المملكة، وتوفير الفرق الإسعافية في المدن الصغيرة والطرق القصيرة والطويلة، واستحداث فرق للاستجابة المتقدمة «البارامديك»، وابتعاث كثير من منسوبيها للخارج لإكمال دراساتهم العليا في تخصصات طبية إسعافية، من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وفي ظل اهتمام القيادة بالسعوديين أينما كانوا، عملت الهيئة على الاهتمام بتواصل المعتقلين السعوديين بالخارج مع ذويهم في المملكة، فهيأت لهم هذا التواصل مع ذويهم هاتفياً ومرئياً، وعن طريق الرسائل البريدية المكتوبة، فاستفاد من البرنامج في مرحلته الثامنة لمعتقلي جوانتنامو والمرحلة الأولى لمعتقلي سجن باغرام أكثر من 237 شخصاً، لعدد 161 مكالمة هاتفية، 123 مكالمة مرئية، في 7 مناطق، مما كان له أكبر الأثر في نفسيات أهالي المعتقلين، الذين رفعوا أسمى آيات الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله. والهيئة بصدد إعداد فريق متخصص للاستجابة للكوارث يكون ملماً بالقوانين والاتفاقيات الدولية التي تسهم بشكل كبير في سلامته في النزاعات المسلحة، ونظمت برامج للإغاثة النموذجية في المهام الخارجية، كما قدمت المملكة دعماً قدره مليون دولار للصليب الأحمر الدولي لسد الفجوة الرقمية، وزيادة قدرة الجمعيات الوطنية وتحسين الاتصالات لديها. إن العمل الإنساني الذي تضطلع به هيئة الهلال الأحمر السعودي ينبثق من الرؤية الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين الذي يُعد رائد الدعوة إلى حوار الحضارات، وتجسير الصلة بين بني البشر، اتساقاً مع رسالة الإسلام، الذي جاء رحمة للعالمين، والذي تتخذه المملكة نبراساً ومنهاجاً في كل جوانب حياتها. وهيئة الهلال الأحمر تنتهز ذكرى البيعة السابعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - فرصة لتقويم خطاها، لتعاهده وسمو ولي عهده الأمين على مواصلة السير على نهج القيادة الرشيدة، مسترشدة بتوجيهاتها، من أجل الارتقاء بالأداء، بما يتناسب وتطلعاتها ورعايتها الكريمة، مجددين البيعة لها، ومبادلتها وفاءً بوفاء. وإننا لندعو الله العلي القدير أن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها، وما يربط بين القيادة والشعب من لُحمة قوية، ومحبة متميزة، وعهد وميثاق على السير على كتاب الله وسنّة رسوله الكريم، إنه سميع مجيب.