أثار رفض موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) تزويد (محكمة نيويورك) بتفاصيل حساب أحد الأشخاص وتغريداته جدلاً واسعاً حول (قانون الاتصالات المخزنة) بحسب صحيفة (لوس أنجلس تايمز)، وهو القانون الذي يعطي الحق للمحكمة طلب المعلومات ويجيز لمزوّد الخدمة رفض الطلب في حال شكل عبئاً غير موجب..! هذا الأمر يحدث في أمريكا (رمز الحرية العالمية) كما تصوّر، أما في عالمنا العربي فهناك جدل واسع حول دراسة بعض القوانين التي تجيز الحظر أو مجرد الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي..! لنقترب أكثر من خليجنا العربي إلى (الكويت) تحديداً والتي توصف وسائل الإعلام فيها بأنها تمتلك هامشاً من الحرية أكبر من نظيراتها في المنطقة، فقد أعلن عن اعتزامها إقرار قوانين خلال عام 2012م لتنظيم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وفي لبنان أيضاً (مهد الإعلام الحر) عربياً يثير قانون التنظيم جدلاً واسعاً، كما في فلسطين والأردن وبعض دول المغرب العربي إلا أنه الخيار الأمثل..؟! يحسب لوزارة الثقافة والإعلام السعودية السبق في وضع (لائحة للنشر الإلكتروني) لتنظيم الإعلام الجديد، ودعمه بشكل يضمن أن يكون فاعلاً ومفيداً في المجتمع، ومحاسبة كل من يخالف الآداب العامة والثوابت بنظام (مكافحة الجرائم المعلوماتية) وهو ما تسعى بقية الدول اليوم باختلاف حريات الإعلام لديها لتطبيقه أو سنّه..؟! الفكرة أصبحت (ناضجة سعودياً) وتجربة معظم المواقع الإلكترونية السعودية اليوم مهمة بعد أن قامت بتعديل وضعها وفق الضوابط المنصوصة في وزارة الإعلام، الموقع الشخصي عرف بأنه (موقع ينشئه شخص لعرض سيرته الذاتية واهتماماته ولتمكينه من التواصل مع أصدقائه وذوي الاهتمام المشترك) ولا أعرف إذا ما كانت (التوترة والفسبكة) تدخل ضمن هذا الأمر أم لها تنظيم آخر..؟! إن (المتوترين والمفسبكين) بحاجة إلى نصائح ورسائل توعوية وتذكيرية, ولعل قيام وزارة الثقافة والإعلام بمثل هذه الخطوة من خلال وسائل الإعلام المختلفة فيه (فائدة عظيمة) لمنع انزلاق مستخدمي هذه المواقع من السعوديين في تغريدات أو تعليقات لا تحمد عقباها..! لا ندعو أو نشجع على فرض قيود على الحريات، ولكن ضبط الأمور مطلب خصوصاً بعد تلك التغريدات المسيئة والمتكررة يوماً بعد آخر، ولعلنا نسير في الاتجاه الصحيح في هذا الأمر لمنع مثل هذه (الخروقات المقيتة)، والدليل هو أن الكثير من الدول التي ترفع لواء (حريات التعبير) تسعى اليوم وتحلم بوجود ضابط للنشر الإلكتروني مثل ما لدينا..! نتطلع أن تكمل وزارة الثقافة والإعلام خطوتها الرائدة في هذا المجال بصياغة وبث رسائل توعوية وإعلانات تذكيرية عبر التلفزيون والصحف والإذاعة والمواقع الإلكترونية بأسلوب شيّق وشبابي لرفع ثقافة مستخدمي وسائل التواصل..! وعلى دروب الخير نلتقي.
