نحن شعوب الخليج العربي نعيش في أمن وارف، ونعمة مدرار، نتقلب فيها آناء الليل وأطراف النهار، وهذه النعم حلت بأيدينا وناخت بساحتنا لأننا ولله الحمد والمنة أطعنا الله وأطعنا رسوله، وثلثنا ذلك بطاعة ولاة أمرنا، إن هذه المدخلات هي كفيلة بمخرجات يحتاجها كل إنسان يريد سعادة الدنيا والآخرة، إن الله تعالى في وحيه الطاهر وعدنا بالنصر والتمكين إذا نصرناه ونصرنا دينه، قال تعالى {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، هذا وعد من الله تعالى للذين قال الله فيهم {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}، إن بقاءنا في رغد من العيش وفي أمن وارف هو مرهون بطاعة الله،فقد وعد الله تعالى عباده بمتطلبات الحياة الدنيا تلك المتطلبات التي تعز عند من لم يكن مع الله، ولكن الله تعالى سيهب هذه المتطلبات الضرورية لعيش الإنسان على ظهر هذه البسيطة قال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}، ياشعوب دول الخليج العربي إذا أردتم وارتأيتم عزا لا يعقبه ذلة،وغنى لا يعقبه فقر وأمنا لا يعقبه خوف فعليكم بطاعة الله عز وجل، وطاعة رسوله، وطاعة ولاة أمركم، متى ما أردنا العيش الرغيد فعلينا جميعا الانضواء تحت راية حكامنا الذين يسيرون تحت راية لا إله إلا الله محمدا رسول الله، إن ولاة أمرنا هم أعزنا جارا، وأحمانا ذمارا، وأعلانا عمادا، فلهم من كل فضيلة القسم الأوفى والسهم الأعلى والقدح المعلى، فهم أكثر الناس إفضالا وأجودهم فعالا، وأشرفهم حسبا، وأجودهم كفا، وأرجحهم عقلا، وأكثرهم حلما، وأزكاهم سجية، وأمدهم قامة، وأطولهم دعامة،ولله در القائل العربي حينما قال بأمثالهم: هش إذا نزل الوفود ببابه سهل الحُجاب مؤدب الخُدام فإذا رأيت شقيقه وصديقه لم تدرأيهما أخو الأرحام إن ولاة أمرنا هم خيارنا وهم خيارنا الوحيد لقيادة دفة سفينتنا، فقد يشيب الغراب يوما ولايشيب ولاؤنا لهم، يا شعوب دول الخليج العربي إن الارتماء في ساحة ولاة أمورنا يتوجنا عزا وفخارا لن نعدمه يوما قط، فالله تعالى أمرنا بالاعتصام جميعا وعدم التفرق ففي الاعتصام والألفة والوحدة ذات النسيج الضام الخير كله، وأن التفرق منذر بعواقب وخيمة يجر الشر على البلاد والعباد.. واقرؤوا معي قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ، إننا بالأمس القريب كنا على غير الحالة التي نحن بها اليوم قال تعالى: {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، إننا اليوم ننعم بكثير من الطيبات بل إننا ننعم بالطيبات كلها، فلله الحمد والمنة، شعوب دول الخليج العربي.. إن الاعتصام والوحدة الاجتماعية والسياسية باتت اليوم من ضروريات الحياة أمام هذه الفتن الهوجاء، إن العالم من حولنا اليوم يموج بفتن كل ذلك بسبب التلوث الاجتماعي والسياسي من قبل من يروج لذلك، ولكن هيهات هيهات لدولنا وشعوبنا نحن شعوب الخليج العربي أن تهب علينا أمثال هذه الرياح العاتية،لأننا نقيم وزنا للألفة والاجتماع ونكن لولاة أمرنا كل تقدير واحترام، فبيننا نحن شعوب الخليج العربي صلات لا تنفصم عراها إن شاء الله، فبيننا الدين واللغة والقرابة والنسب، إننا اليوم ولله الحمد والمنة نتفيأ ظلال تلك الكلمات التي نطق بها مولاي وسيدي خادم الحرمين الشريفين (أعزه الله ونصر دينه به) حينما قال أنه يجب أن ننتقل من حالة التعاون إلى ماهو أسمى منه وهو الاتحاد. يا ولاة أمرنا لكم جزاء رفقكم بنا، وعدلكم فينا - الأجر والمثوبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:» سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله -ذكر منهم إمام عادل...»وقد قيل في الأثر: «ليس فوق الإمام العادل منزلة أرفع إلا نبي مرسل أو ملك مقرب «وقد أجمع المسلمون أن من أفضل الطاعات وأسماها عمل الولاة المقسطين.