كل ما هو قادم لم يزده يقيناً لقد توقف عند نقطة نهائية استراح إليها فكلما سأله أحدهم عن موضوع بعينه أجاب لا أدري. مشقة رآه يعاني مشقة الطريق وهو يجاهد شيخوخة ملازمة في شكل دراجة هوائية لا تنساق إلا بشق النفس أشفق على نفسه وصار يلبي طلباته بواسطة سيارته الحديثة منذ ذلك اليوم تحول إلى عبد له بعدما كان رفيقه في كل تفاصيل حياته اللاحقة... أسئلة وهو إلى اليوم يسأل نفسه: يا ربي أين التقيت به كأنني رأيته من قبل؟ وحين تحرى عنه لم يستدل، لكنه ما انفك يسأل ويسأل دون جواب حتى تحولت أيامه إلى أسئلة تكرّر ذات النسق في أشكال مختلقة من البشر أعياه التشابه، فقد تعطّل تماماً قَفْلُ الأجوبة في عقله بعدما تآكل بالصدأ. لم يعد المفتاح يستجيب... الخلاص عقدة أين التقيت به تمادت وتوسعت بشكل لم يحسب لها حساباً تطورت إلى الحيوانات والنباتات والجماد وحين عجز عن وقف زحفها فكر في طريقة الخلاص منها استقال من وظيفته، تحول إلى مشرد في شكل رجل مرور تتحكّم به الجهات الأربع بفصولها المختلفة حتى تماهى ما هو داخلي بما هو خارجي فعرف أن العلة في نفسه.... دفينة. عبدالكريم البغدادي