في حديث عابر مع أحد (من لا يستهويهم الشعر الشعبي) رغم ثقافته الواسعة وأكاديميته كأحد الأساتذة المصنفين كدكتور مشارك في إحدى أعرق الجامعات السعودية جمعتني به رحلة داخلية على متن طائرة الخطوط السعودية من الرياض إلى جدة، تفاجأت باستشهاده لروائع الرحابنة بصوت (الناي) الأسطوري الفنانة - فيروز - وكذلك استشهاده بروائع مرسي جميل عزيز، بصوت كوكب الشرق الفنانة أم كلثوم، وكذلك روائع الأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن وغيرهم بصوت الفنان محمد عبده، فذهلت لهذه المفارقة!! كيف تقول يا دكتور: إن الشعر الشعبي لا يستهويك، وأنت تحفظ عن ظهر قلب كل هذه النماذج الجميلة من الشعر، وليس بينها شعر عربي فصيح واحد؟! فأجابني بنبرة لا تخلو من حدّة وانفعال وهل تسمِّي كل ما نسمعه أو نشاهده أو نقرأه هذه الأيام شعراً.. إذا احتكمنا للذائقة الرفيعة المنصفة، وسؤالك هذا حجة لي وليس علي..! فالقالب النحوي لم يقف حائلاً دون أن تصل كل هذه النماذج من الشعر الحقيقي الرائع لذائقتي علماً بأنني دكتور متخصص في اللغة العربية..! وبالتالي، فالذي لا يستهويني (اللاشعر الشعبي) وليس الشعر.. ولأن أكثر شعر هذه المرحلة لا شعر فقد درج - العرف الاجتماعي - على هذه التسمية لأكثر النماذج؛ لأن الشر يعم -كما يقولون والخير يخص- وأضاف بسخريته الهادفة قوله (لكل ميدالية وجهها الآخر) (Every Medal has its reverse). وقفة: من أوراقي القديمة: كم حلم بيديني توفّى.. وأنا أشوف حسبي على كل الظروف العنيده واكفّنه صبري.. عسى الصبر مخلوف على جروحٍ مبطيات وجديده جمر الليالي كنّه الثلج بكفوف يسيح ويمنى العزم.. دايم جويده وكم سرْ.. ماذاعنِّه.. بشعري حروف حتى لو إن أغلا غلاي القصيده ماني على ما يحرج الذات.. مكلوف ما كل بوحٍ.. له نهايه سعيده