ملامح الكابوس الصحي في المملكة لا تتمثل فقط في وجود أكثر من 13 ألف مريض بفشل الكلى، لكن أنياب الوحش تبدو أكثر سفورا حين تشير الإحصاءات إلى زيادة مطردة في المرض تبلغ نسبتها 8% سنويا. ويكشف د. خالد بن عبد العزيز السعران، المشرف العام على مركز الأمير سلمان لأمراض الكلى، والحملة التوعوية بالمرض، عن تلك الأرقام المخيفة، مؤكدا أن كل هؤلاء المرضى يعالجون بالتنقية الدموية والبريتونية: «نتوقع أن يصل عددهم إلى 15 الف مريض في عام 2015، بحسب التقرير السنوي للمركز السعودي لزراعة الأعضاء». وقال الدكتور السعران الذي التقته «الجزيرة» خلال فعاليات الحملة الطبية التوعوية بأمراض الكلى، التي انطلقت السبت الماضي واستمرت لثلاثة أيام ان برنامج الفعاليات تضمن محاضرات توعوية، وفحوصات طبية في عدد من المجمعات التجارية: «أبرز ما تميزت به حملتنا لهذا العام إقامتها لورش عمل تعنى بأطباء الرعاية الصحية الأولية حول آخر المستجدات العلمية فيما يخص استراتيجيات الرعاية الصحية الأولية لأمراض الكلى»، مشيرا إلى زيارة مجموعة من الممرضين والممرضات لأكثر من 200 مدرسة بالمرحلتين المتوسطة والثانوية فضلا عن الجامعات للكشف على الطلاب والطالبات وكذلك الزوار وتنويرهم عن مسببات الفشل الكلوي وتزويدهم بالمطويات التثقيفية. غير ان الوحش الكلوي لا يكشر عن أنيابه دون مسببات، إذ يشير د. السعران إلى أن مرض السكري، ومعه مرض ارتفاع ضغط الدم يقفان ضمن أهم الأسباب المؤدية للفشل الكلوي: «الأول منهما يمثل نسبة 34%، والثاني يمثل نسبة 33% تقريبا». يضيف: «انتشار هذين المرضين أدى لزيادة الإصابة بالفشل الكلوي على مستوى المملكة خصوصا وعلى مستوى العالم عموما، وعليه ننصح بالتحكم في مستوى الضغط والسكر بالدم عن طريق الاهتمام بالمتابعة مع الطبيب المختص والالتزام بالعلاج الدوائي والحمية الغذائية والحرص على النشاط البدني». المشرف العام على مركز الأمير سلمان لأمراض الكلى كشف أن هناك أعراضا وبوادر للإصابة بمرض الفشل الكلوي: «قد يشعر الشخص بنقص الشهية والغثيان والقيء والتعب من أي مجهود». يضيف مستدركاً: «لكن ينبغي عدم انتظار الأعراض، لأنها أحيانا تتخفى إلى أن تفقد الكلية 50% أو أكثر من وظيفتها، لذا ينبغي القيام بالكشف الدوري لدى عيادات الرعاية الأولية لتجنب الإصابة بالفشل الكلوي». ويقدم مركز الأمير سلمان بن عبد العزيز لأمراض الكلى خدماته العلاجية والوقائية لكافة مرضى الفشل الكلوي بمختلف شرائحهم، بل ويقدم برامج متنوعة، بحسب د. خالد السعران، للسعوديين القادمين من خارج مدينة الرياض، كما يجري عمليات التنقية الدموية لهم دون الحاجة إلى فتح ملف جديد والاكتفاء بتقرير طبي حديث: «المركز يضم 9 وحدات طبية تحتوي على 125 جهازاً لعمليات التنقية الدموية، وعدد المرضى المستفيدين منه وصل إلى 675 مريضاً».