أكَّد الشيخ الدكتور قيس بن محمد المبارك عضو هيئة كبار العلماء على أن السجين فرد مسلم وقع منه ذنب في حق الله أو تقصير في حق آدمي وكلنا في حقوق الله مذنبون ويقع منا التقصير تجاه الآخرين، مبيّناً أن للمساجين واجبات علينا منها رعاية أسرهم ودعوتهم إلى التوبة. - جاء ذلك في الندوة التي نظَّمها كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية بعنوان «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السجون» ضمن فعاليات الكرسي، والتي شارك فيها أيضاً اللواء المتقاعد الدكتور سعد العريفي. حيث قال الشيخ المبارك إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو باختصار: النصح أو النصيحة ويمكن أن نقول عنه من جانب الوجود أمر بمعروف ومن جانب العدم نهي عن منكر وهو قوام هذا الدين. وذكر أن «السجين مسلم من أفراد المسلمين وقع منه ذنب في حق الله أو تقصير وخطأ في حق آدمي، وكلنا في حقوق الله مذنب كما يقع منا تقصير أو خطأ تجاه الآخر، والفرق بيننا وبين السجين أن خطيئته وصلت إلى القضاء أو السلطان فلا خيار أمام القاضي ولا السلطان إلا أن يقيم عليه الحكم الشرعي». وعدد الشيخ قيس واجبنا تجاه المساجين من خلال «رعاية أسرهم، وأن نبيّن لهؤلاء المساجين والمفرج عنهم أنه لا فرق بيننا وبينهم، وأن باب التوبة مفتوح» إلى جانب واجبات أخرى. وفي الجانب الميداني للندوة قال اللواء متقاعد الدكتور سعد العريفي إن المساجين هم شريحة مهمة من شرائح المجتمع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن مهم لأنه لا تقوم أركان الإسلام إلا به، فالإسلام أمر ونهي». وذكر أن هناك عدة عوامل في تهيئة المساجين منها تقرير حفظ القرآن لإصلاح النفوس، وحلقات العلم والدروس وهناك ما يُسمى بالأجنحة المثالية، من خلال تكثيف الدروس ووجود المكتبات والوسائل التي تساعد السجناء على الاستصلاح، وكذلك إقامة الصلوات وخطب الجمعة والدعاة نشر العلوم الشرعية وتعليمها غيرها». وفي إجابة على أحد المداخلات حول البدائل لعقوبة السجن كتنظيف المساجد وغيرها قال الشيخ قيس المبارك إنها ليست بدائل فالسجن هو البديل والعقوبة أصلها التأديب وغاية العقوبة هي الإصلاح، وما دام أن الغاية الإصلاح فالأصل هو ما نسميها البدائل وبابها مفتوح وصورها لا تتناهى تتفاوت وتتعدد وتكثر وتزداد مع الزمن ومع اختلاف أعراف الناس ويقدرها القاضي فمن الناس من ينفع معه حفظ القرآن الكريم ومنهم من ينفع معه غير ذلك».